قالت شبكة CNN الأمريكية، الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن شركتَي فايزر وموديرنا تختبران لقاح كورونا الخاص بهما على السلالة الجديدة للفيروس سريعة الانتشار والتي ظهرت في بريطانيا ودول أخرى.
تعويل على لقاح كورونا
موديرنا قالت في بيان للشبكة، إنها تتوقع أن يوفر لقاح كورونا حصانة من السلالة الجديدة، وإنها ستجري المزيد من الاختبارات في الأسابيع المقبلة لتأكيد ذلك.
في نفس الوقت قالت فايزر إنها 'تستنبط بيانات' عن كيف لعينات دم من أشخاص جرى تطعيمهم بلقاح كورونا الخاص بها 'أن تتمكن من تحييد السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا'.
تضاربت التقديرات حول تأثير لقاحات كورونا الموجودة على السلالة الجديدة للفيروس، إذ أعلنت الحكومة الألمانية مساء الأحد الفائت، أن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى خلاصة مفادها أن اللقاحات الراهنة المضادة لكورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة السلالة الجديدة، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
لكن على العكس، رجح رئيس الجهود الحكومية الأمريكية لتطوير لقاح كورونا الطبيب منصف السلاوي، عدم فاعلية لقاحات كورونا في التعامل مع السلالة الجديدة، وقال: 'على الأغلب اللقاحات المتاحة حالياً لن تكون فعالة مع سلالة فيروس كورونا الجديدة المُبلغ عنها في المملكة المتحدة'، بحسب شبكة 'سي إن إن' الأمريكية.
ويعوِّل العالم بشكل رئيسي على لقاحات كورونا لوضع حد للجائحة التي أصابت نحو 77.4 مليون شخص، وتسببت بمقتل 1.704.680 شخصاً.
يأتي اختبار لقاح كورونا الخاص بفايزر وموديرنا، في وقت قال فيه علماء إنه ليس هناك دليل على أن اللقاح المستخدم حالياً في بريطانيا والذي أنتجته شركتا فايزر وبيونتيك واللقاحات الأخرى التي يجري تطويرها، لن تحمي من السلالة الجديدة للفيروس التي يطلق عليها سلالة بي.1.1.7.
خوف من السلالة الجديدة لكورونا
أثار اكتشاف السلالة الجديدة للفيروس موجة من القلق بخصوص الجائحة، إذ إن مبعث القلق الرئيسي أن السلالة الجديدة أكثر قدرة على الانتشار بنسبة تتراوح بين 40 و70%.
وزادت المخاوف من السلالة الجديدة لكورونا بعدما قال علماء، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن السلالة تحمل طفرات قد تعني أن الأطفال معرَّضون للإصابة بهذه السلالة مثل الكبار، خلافاً للسلالات السابقة للفيروس.
إلا أن منظمة الصحة العالمية كان لها رأي آخر، إذ قالت إنه 'لا داعي للذعر بسبب السلالة الجديدة لكورونا'، معتبرةً أن ظهور السلالة جزء طبيعي من تطور الجائحة.
في هذا السياق، سلّط مسؤولو منظمة الصحة العالمية ضوءاً إيجابياً على اكتشاف السلالات الجديدة التي دفعت عدداً كبيراً من الدول إلى فرض قيود على دخول القادمين من بريطانيا وجنوب إفريقيا، وقالوا إن أدوات جديدة لتعقب الفيروس تحقق النتائج المرجوة.
مايك رايان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة، قال في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: 'يتعين علينا أن نقيم توازناً. من المهم للغاية أن تكون هناك شفافية، من المهم للغاية إبلاغ الجمهور بحقيقة الأمر، لكن من المهم أيضاً أن نقول إن هذا جزء عادي من تطور الفيروس'.
وتحمل السلالة الجديدة للفيروس طفرة تسمى 'إن 501 واي' في بروتين 'شويكة' فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها.
كان العلماء قد اكتشفوا السلالة الجديدة أول مرة لدى مريض في أيلول/سبتمبر، وفق ما أفادت به سوزان هوبكنز من هيئة الصحة العامة في بريطانيا لشبكة 'سكاي نيوز'.
يُشار إلى أن عدة دول حول العالم أعلنت عن وقف رحلاتها الجوية مع بريطانيا مع اكتشاف السلالة الجديد لكورونا، وباتت المملكة المتحدة في عزلة بسبب ذلك، بينما يُخشى أن تكون السلالة وجدت طريقها إلى العديد من دول العالم، لا سيما بعد تأكيد منظمة الصحة العالمية أن السلالة الجديدة وصلت بالفعل لـ3 دول غير بريطانيا، وهي: الدنمارك، وهولندا، وأستراليا.