لبنان تستخدم تقنيات النانو لمكافحة فيروس كورونا

لقاح كورونا
لقاح كورونا
كتب : وكالات

لأن الحاجة أم الاختراع، يتنافس الباحثون والعلماء في لبنان على ابتكار الأجهزة والمواد التي تقي المواطنين من شر فيروس كورونا، ومنهم الدكتور المتخصص في فيزياء وتكنولوجيا النانو وسيم جابر، الذي عمل طوال الأشهر الماضية على تركيب مادة معقمة تقضي على فيروس كورونا بشكل نهائي على المسطحات وتدوم فعاليتها لمدة أشهر.

فكرة المنتج كانت من خلال الدكتور وسيم جابر الذي أنشأ فريقا علميا مكونا من الدكتور حسين جابر وهو أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية بالإضافة إلى المهندس محسن مؤمن وهو متخصص في مجال الميكاترونك، كما تم إنشاء مختبر علمي لهذه الغاية، بدأت التجارب العلمية على المنتج بعد دراسة الفيروس بشهر أبريل، وقد أثبت المنتج نجاحه على البكتيريا في شهر يونيو، ليتم بعدها إرساله إلى مختبري فالنيسا في إسبانيا وباستور في باريس حيث تم نجاح المنتج في القضاء على فيروس كورونا.

يقول الدكتور وسيم جابر لوكالة "سبوتنيك" إن المنتج سائل تدخل في تركيبته جزيئات النانو، وبالمقياس الجزيئي، قطر فيروس كورونا يبلغ ما بين 80 الى 150 نانو متر، استطعنا تركيب مواد على ذات المقياس الجزيئي الخاص بالفيروس يمكنها القضاء عليه بأقل من دقيقة واحدة.

وأضاف جابر قائلا: "المنتج مركب من 5 مواد أساسية، هذه المواد يتم صناعتها على مقياس جزيئي جداً صغير من خلال بروتوكول علمي دقيق، نتحفظ عن ذكر كافة المواد الموجودة في داخله، ولكن يدخل في تركيبته جزيئات أكسيد الزينك بالإضافة الى 4 مواد أساسية".

وأشار إلى أنه من المعروف أن فيروس كورونا يبقى على المسطحات لفترات معينة كما أثبتت الدراسات العلمية، فمثلاً يبقى على السطح الخارجي للكمامة الطبية 7 أيام، كما يمكن أن يبقى على الورق أو العملات الورقي مدة ثلاث ساعات كما يبقي على البلاستيك مدة 3 أيام والستانلس ستيل 4 أيام، لافتاً إلى أن "آلية عمل هذا الُنتج تختلف عن باقي المعقمات العادية بحيث تبقى فعاليتة على الأسطح لفترات طويلة تتخطى الأشهر، وتم استخدام جزيئات النانو بعد دراسة الشكل الخاص بالفيروس وتركيبه البروتيني".

وتابع جابرقائلاً: "تم تطوير محلول طلاء مضاداً للميكروبات وفيروسات كورونا لجميع الأسطح مع مزيج فعال من الجزيئات النانوية النشطة التي أثبتت دعمها كمضاد للفيروسات من خلال الأبحاث العلمية التي أجريناها، يعمل من خلال طلاء سطحي نانوي ذي قيمة طاقة سطحية منخفضة نسبياً يمكنها صد وتدمير البروتين التاجي أو ما يُعرف بالـ spike protein، وإلغاء النيوكليوتيدات الفيروسية وبالتالي تدمير الفيروس".

وأكد على أن فعالية المنتج دقيقة وقوية، وقد تم إثبات الفحوص العلمية على فيروسات كورونا على المسطحات و قتلها بنسبة 100% و بأقل من دقيقة واحدة، والنتائج صدرت من معهد علمي موثوق عالمياً وهو "معهد فالنسيا للميكروبيولوجي" في إسبانيا، كما أثبتت نتائج الفحوص العلمية الصادرة عن "معهد البحوث الصناعية" التابع لوزارة الصناعة في لبنان قدرة المنتج من القضاء على مئات مستعمرات البكتيريا والتي تسمى " pesudomonas" بأقل من 33 ثانية.

وأوضح جابر أن هذا الإنجاز حصل على براءة إختراع لبنانية مصدرها مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد والتجارة، كما حاز على شهادتي فعالية، الأولى عالمية من معهد فالنسيا للميكروبيولوجيا في إسبانيا، والثانية محلية من معهد البحوث الصناعية (IRI) التابع لوزارة الصناعة في الجامعة اللبنانية.

فيما يخص فعالية المواد، أكد أن المنتج أثبت قدرته في القضاء على كل عائلات فيروس كورونا بوقت أقل من دقيقة واحدة، وهذا مهم جدا للتعاطى مع أي طفرة جديدة من هذا الوباء.

وأضاف الدكتور جابر: "لقد إتهينا من الخطوات اللوجستية، بعد أسبوع تقريباً أي ما بعد ١٨ تشرين ثاني، سنبدء بطرح هذه المنتج من خلال شركة NanosTech بتطبيقاته المتعددة، سيتم طرحه بشكل سائل يرش على المسطحات ، كما سيتم طرح ماسك NanosMask يعمل بهذه التقنية من خلال شركة EXPAND للحد من العدوى بين الناس وكبح إنتشاره، وسيكون هناك إستخدامات لحماية الأطقم الطبية بحيث سيتم تطبيق هذه التقنية على ملابس الأطباء في المستشفيات والعيادات، كما سيتم إستخدامها داخل المكيفات بحيث تعمل على تقنية العواء مع اي فيروس وتحديدا في الأماكن المغلقة كالطائرات مثلاً ، الأسطح بكافة أنواعها، وغيرها العديد من التطبيقات، فيما يخص الخطوات ، فهي شارفت على نهايتها وقريباً يبصر هذا المنتج النور".

وفي إطار الدعم المعنوي، قال جابر: "كان هناك مبادرة على مستوى وطني ومسؤول من قبل دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الذي إحتضن هذا الإنجاز والفريق العلمي الخاص به، وأصفاً إياه بالعمل الوطني المشرف والإنساني بإمتياز، وقد أثنى على تكاتف الجهود كي يصل هذا المنتج لكل اللبنانين في أقرب وقت لدفع الوباء عن الجميع، وقد التقينا بوزير الصناعة الدكتور عماد حب الله الذي أثنى على هذا الجهد والإنجاز آملاً من آلية تنفيذ سريعة كي يتم إستخدامه في الأماكن التي تحتاج الحماية واهمها حماية الاطقم الطبية وغيرها".

وختم جابر قائلاً: "أتمنى للبشرية الصحة والأمان متمنياً أن يكون هذا المنتج فسحة أمل في معركة الحياة ضد فيروس كورونا وإحدى أسلحة المواجهة الأساسية التي تجنب الناس الأذى والموت، كما أتمنى على المعنيين في لبنان أن يتلقفوا المبادرات العلمية في زمن المحن وأن تعول الدولة اللبنانية على مقدرة علمائها وأبنائها في التعاطي مع الأزمات والإستفادة من خبراتهم، وأخيراً أوجه رسالتي الى الناس كي لا ينزلقوا للإصابة بفيروس كورونا لما قد يحمله من تبعات مستقبلية".

WhatsApp
Telegram