يحظى الرئيس التونسي قيس سعيد بدعم غربي وخليجي وعربي قوي منذ إعلان إجراءاته الاستثنائية يوم 25 يوليو الماضي.
اخر تطورات احداث تونس
ولعل الوفود الخليجية التي أدت زيارات إلى تونس والتقت الرئيس بعد اتخاذه للإجراءات دليل واضح على الدعم والمساندة التي يلقاها الرئيس التونسي وانتكاسة جديدة لحركة النهضة التي لم تجد دعما سوى من الحليف التركي بينما مسكت قطر العصا من الوسط ودعت إلى إنهاء الأزمة السياسية.
وكان الرئيس التونسي يوم 25 يوليو الماضي اتخذ بعض القرارات من حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه كما عمد إلى فرض القانون على مسؤولين تورطوا في الفساد.
الإمارات والسعودية سباقتان في دعم تونس
ومثلت زيارة المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش إلى تونس السبت ولقاء سعيد مثالا على الدعم العربي والخليجي حيث أكد قرقاش أن الإمارات تتفهم القرارات التاريخية للرئيس التونسي وتدعمها، وهي تدرك أيضا أهميتها للحفاظ على الدولة التونسية والاستجابة لإرادة شعبها.
وثمن قرقاش اللحظة التاريخية التي تشهدها تونس وشدد على أن الإمارات على ثقة بقدرة رئيس تونس على عبور هذه المرحلة وحماية الدولة التونسية من كل ما يهددها.
وأكد أنور قرقاش استعداد الإمارات لدعم تونس والوقوف إلى جانبها تعزيزا لما يجمع البلدين من روابط أخوية تاريخية.
والإمارات كانت من بين اكبر الدول المساندة لتونس في أزمتها الصحية مع تفشي فيروس كورونا حيث أرسلت قرابة نصف مليون جرعة لقاح.
كما ان السعودية من بين أكثر الدول الخليجية ترحيبا بقرارات قيس سعيد حيث ادى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود زيارة إلى تونس بعد خمسة أيام من إعلان الإجراءات الاستثنائية.
ونقل وزير الخارجية السعودي احترام قيادة المملكة للقرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد وكل ما يتعلق بالشأن الداخلي التونسي واعتبرتها أمرا سياديا.
ودعا الوزير السعودي المجتمع الدولي إلى معاضدة جهود تونس في هذه الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة.
وكانت السعودية قدمت كذلك دعما لتونس في مواجهة أزمتها الصحية مؤكدة نيتها تقدم مزيد من المساندة.
وأمام هذا الدعم العربي والخليجي المقدم لتونس وجدت حركة النهضة نفسها في الزاوية حيث عمدت وسائل إعلام وصفحات مقربة منها إلى شن انتقادات وهجمات إعلامية ضد الإمارات والسعودية.
وحاولت قيادات في الحركة ترويج ان الإجراءات الاستثنائية تمت بتخطيط إماراتي ومصري بينما رفضت قيادات أخرى داخل الحركة هذا التوجه وحملت القيادة المحيطة بالغنوشي مسؤولية الأزمة.
فرنسا تقطع الطريق امام النهضة
ووجدت حركة النهضة نفسها في مأزق جديد بعد تأييد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقرارات قيس سعيد في لقاء هاتفي جمع الطرفين أمس السبت.
وقال ماكرون لقيس سعيد وفق ما نشرته “الاليزيه” ” ان الرئيس الفرنسي أكد لنظيره التونسي وقوف فرنسا إلى جانب تونس والشعب التونسي في هذه اللحظة الحاسمة، من أجل سيادتها وحريتها”.
وأضاف بيان الاليزيه “أعرب رئيس الجمهورية عن رغبته في أن تتمكن تونس من الاستجابة السريعة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تواجهها”، مؤكدا أن “تونس يمكنها أن تعتمد على دعم فرنسا لمواجهة كل هذه التحديات”.
ويلاحظ من خلال هذا البيان ان باريس مصممة على دعم قيس سعيد ففرنسا تأثرت سلبا بسيطرة الإسلاميين على المشهد طيلة 10 سنوات.
وفرنسا التي تعتبر الشريك الاقتصادي الأول لتونس وترتبط بعلاقات تاريخية تكرست بعد الاستقلال ترى في الإسلاميين خطرا محدقا بأمنها القومي.
كما تشعر فرنسا باستياء من حركة النهضة لانخراطها في المشروع التركي ولتدخلات أنقرة في الجارة الشرقية ليبيا حيث ترى باريس أن الإسلام السياسي في تونس بات يهدد مصالح فرنسا في منطقة تراها حيوية لها.