أثارت حادثة استغلال الأطفال في الصراعات السياسية جدلا كبيرًا في السودان بعد أن رصدت كاميرات القنوات التلفزيونية والناشطين مشاهد لأطفال أحضروا في مجموعات من خارج العاصمة دون علمهم للمشاركة في مسيرة احتجاجية نظمتها، وتعكس قصة محمود البالغ من العمر 10 سنوات مدى فظاعة الزج بالأطفال قسرا في الصراعات السياسية وتعريضهم لمخاطر أمنية واجتماعية، وفقاً لصحيفة الراكوبة السودانية.
الاطفال في مظاهرات السودان
فمحمود الذي وصل إلى الخرطوم صباح اليوم على ظهر حافلة تحمل العشرات من أقرانه الدارسين في إحدى المدارس القرآنية 'الخلاوي' التي تبعد نحو 70 كيلومترا عن العاصمة؛ كان كل ما يعلمه أن من جاءوا به أخبره انصار 'حمديتي' كما سمع بأنه ذاهب إلى حفل ترفيهي سيجد فيه ما طاب من الطعام والفرجة؛ لكنه وأقرانه وجدوا أنفسهم فجأة في وسط مسيرة سياسية تضم آلاف الرجال والمئات ممن في عمره من أولئك الذين أحضروا قسرا من أماكن أخرى.
وبعد أن تحرك محمود من نقطة التجمع التي انزلوا فيها في وسط الخرطوم لم يكن هو وممن هم في سنه يفهمون ما يردده المشاركون في المسيرة بل كانوا يحاولون ترديد ما يقع في آذانهم دون أن يعلموا إلى أين هم ذاهبون ولماذا، وحتى لا يعلمون شيئا عن هوية من يسيرون معهم.