ما طبيعة الانسحاب الأمريكي المعلن من العراق؟.. خبراء يجيبون

العراق
العراق
كتب : وكالات

بين تصريحات تنفي، وأخرى تؤكد، يدخل الانسحاب الأمريكي في العراق مرحلة غموض، يحاول خبراء كشف بعض تفاصيله.

وفيما أعلنت بغداد عقب اجتماع عسكري ضم قيادات من القوات المشتركة والتحالف الدولي انتهاء مهام الأخيرة القتالية في العراق، جاء تصريح لقائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، كينيث ماكنزي ليزيد الغموض حول ترك واشنطن أراضي العراق نهائيا.

وكان مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أعلن أول من أمس، الجمعة، انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ 7 سنوات، قابلتها تصريحات مماثلة من البنتاجون، تؤكد التزامها بذلك الأمر.

انسحاب على الورق؟

وجاء إعلان إنهاء المهام القتالية للتحالف، تنفيذا لمخرجات جولات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، التي كان آخرها في يوليو/تموز الماضي، وتضمنت الاتفاق على انسحاب القوات الأمريكية القتالية من البلاد، بحلول نهاية عام 2021، على أن تنتقل صفة وجود القوات إلى الاستشارة والتدريب لا أكثر.

ولكن المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، أشار خلال مؤتمر صحفي الخميس الماضي، إلى أنه 'ليس هناك تغيير جوهري لعدد القوات في العراق، العدد الذي سيبقى هناك في حدود 2500'، حسب تأكيده.

واستدرك المتحدث أن 'القوات المتبقية لديها الحق في الدفاع عن نفسها وتملك القدرة على القيام بذلك'، مضيفا 'التهديدات ضد قواتنا في العراق لا تزال ذات مصداقية وإذا تعرضنا لهجوم سندافع عن أنفسنا'.

وفي وقت تلتزم فيه الحكومة العراقية الحسم حول طبيعة الانسحاب الذي حل موعده، أكد الجنرال الأمريكي ماكينزي، واضحاً دون لبس أ و غموض، ليقول: 'قواتنا باقية في العراق... تهديدات داعش والفصائل المسلحة تفرض علينا ذلك الأمر'.

طبيعة الانسحاب

وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحي رسول أكد في تصريح سابق لـ'العين الإخبارية'، أن جزءا من تلك القوات سيبقى للقيام بمهام حماية المستشارين وفرق التدريب الأجنبية.

غير أن الأمر لم يعد عند حدود أفراد معدودة بعد تأكيدات ماكنزي وقبلها البنتاغون بالإبقاء على كامل عديدها في العراق الـ2500 جندي.

في ذلك الصدد يقول الخبير الأمني أحمد الشريفي، انه 'علينا ان نصنف تلك القوات وشرعية بقائها في العراق حتى نستطيع فهم مجريات ما يحدث الآن'.

ويوضح الشريفي وفقا لـ'العين الإخبارية'، أن 'قوات التحالف الدولي جاءت بموجب تكليف دولي من قبل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وعبر اللجان الخاصة لرئاسة الدول الخمس دائمة العضوية والتي اقتضى تواجدها عند ذلك المكان'.

ويدفع التكليف الأممي بحسب الشريفي، بإلزام تلك القوات التواجد في جميع المناطق في العالم التي تشكل بؤراً للأمن والسلم الدوليين، وبالتالي فإن موضوع بقائها من عدمه مرهون بقرار دولي وليس محلي.

ويضيف الشريفي: 'ما حدث مؤخراً هو عملية ترشيق لتلك القوات وليس انسحاباً تاماً وقد جاء وفقاً لتطورات على الأرض من بينها انحسار العمليات وتطور المهارات القتالية للقوات العراقية، مما يؤدي إلى انتفاء الوفرة من بقاء تلك الأعداد من التحالف الدولي'.

ويلفت الخبير الأمني، إلى أن 'العراق يرتبط مع الولايات المتحدة باتفاقية أمنية وكذلك الإطار الاستراتيجي والذي يفرض على واشنطن حماية النظام السياسي لبغداد والتصدي لكل ما يدخل في حدود ذلك التهديد وهو ما يفسر بقاء تلك القوات في البلاد بخلاف المعلن والجاري الآن'.

من جانبه، يرى الأكاديمي والمختص بالعلوم السياسية، عصام الفيلي، أن 'طبيعة المرحلة والظرف الأمني المضطرب الذي يشهده العراق وجدت أسباباً لإبقاء الولايات المتحدة على عديد قواتها وإن كانت تحت عناوين الاستشارة والتدريب'.

ويتحدث الفيلي عن أن 'طبيعة الشراكة بين بغداد وواشنطن تذهب باتجاه بقاء تلك القوات، وخصوصاً أن العراق لديه تجهيزات تسليحية من طائرات ودبابات تحتاج إلى تدريب قواتنا العسكرية عليها بالوجه الأكمل والأكثر احترافاً في تنفيذ مهامها الأمنية'.

ويشير الفيلي إلى أن 'عودة تصاعد خروقات داعش وخصوصاً اعتمادها ضربات غير تقليدية تتطلب قدرات عسكرية وتقنية خاصة لردعها تفرض بقاء قوات تدريب ومشورة قريبة لدعم القطعات العراقية على الأرض'.

وكانت صحيفة 'نيويورك تايمز'، الأمريكية، تحدثت في تقرير نشرته، أمس السبت أن انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي مثل بالنسبة للحكومة العراقية نصرا سياسيا يهدف إلى صد ضغوط الأحزاب السياسية والمليشيات المدعومة من إيران التي تعارض أي وجود للقوات الأمريكية.

وأشارت الصحيفة، إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتبرون هذه الخطوة محاولة لتخفيف الضغط عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي كان عليه أن يوازن العلاقات مع إيران للحفاظ على موقفه.ولا يبدو المحلل السياسي عصام الفيلي، بعيدا من هذا التوجه، حيث يؤكد أن 'الفصائل العراقية المسلحة تحاول الثأر من واشنطن، وفتح الجبهات معها إذا ما بقيت، على خلفية حادثة مقتل القائد الفعلي للحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني' في ضربة أمريكية ببغداد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً