مع استمرار تفشي متحور أوميكرون الذي تم رصده إلى الآن في 110 دول، يوصي بعض الخبراء بإعادة النظر في خيارات أقنعة الوجه، لاسيّما إذا كنت لا تزال ترتدي الكمامات القُماشية.
وقالت المحللة الطبية في شبكة 'سي إن إن' الأمريكية، الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة زائرة للسياسة والإدارة الصحية في كلية معهد 'ميلكن' للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن: 'الكمامات القماشية ليست أكثر من مجرد زينة للوجه.. لا مكان لها وسط تفشي أوميكرون'.
وأضافت وين في مقابلة هاتفية منفصلة: 'هذا ما كان يقوله العلماء ومسؤولو الصحة العامة منذ أشهر عديدة في الواقع'.
وقالت: 'نحتاج إلى ارتداء كمامة جراحية من ثلاث طبقات على الأقل'، والتي تُعرف بكونها الكمامة التي يمكن التخلص منها ويمكن العثور عليها في معظم الصيدليات وبعض متاجر البقالة والتجزئة.
وأوضحت: 'يمكنك ارتداء الكمامة القماشية فوق ذلك، ولكن لا تكتفي بارتداء الكمامة القماشية وحدها'، وفق السي إن إن.
وأضافت وين أنه يجب ارتداء كمامات 'كيه إن 95' أو 'إن 95' في الأماكن المزدحمة، والتي يمكن أن تكون غير مكلفة، بحيث تصل إلى بضعة دولارات لكل منهما.
تغيير التوصيات
وخلال الأشهر العديدة الأولى من الجائحة، لم يشجع خبراء الصحة عامة الناس لشراء كمامات 'إن 95'؛ في الوقت الذي كان يواجه فيه المهنيون الطبيون يواجهون نقصًا في معدات الحماية الشخصية.
وقالت وين: 'لقد مرت عدة أشهر منذ أن أصبح توريد كمامات (إن 95) مشكلة'.
ومع ذلك، أوصت إرشادات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) الأشخاص بتجنب أقنعة 'إن 95'، وبدلاً من ذلك يمكنهم اختيار كمامات ذات طبقتين أو أكثر من القماش القابل للغسيل والتنفس، والذي وصفته وين بأنه 'خطأ رئيسي'.
وأضافت أن دولاً أخرى، بما في ذلك ألمانيا والنمسا، 'غيّرت معاييرها لتوصي بارتداء كمامة طبية في الأماكن العامة'.
بدورها، تواصلت السي إن إن مع المراكز الأمريكية السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن توصياتها المتعلقة بـ'إن 95'، والكمامات القماشية، ولا تزال تنتظر التعليق.
وقال إيرين بروماج، أستاذ مشارك بعلم الأحياء في جامعة ماساتشوستس دارتموث، إن هناك عاملًا آخر يقود التغيير في توصيات ارتداء الكمامات، وهو فهم أفضل لكوفيد-19 وكيفية انتشاره.
وتستطيع الكمامات الأكثر فاعلية، مثل'إن 95'، تصفية القطرات الكبيرة والجزيئات المُحتمل أن تكون محملة بالفيروسات جوًا.
ويمكن أن تحتوي الكمامة القماشية على 75 بالمائة من التسرب الداخلي والخارجي، وهو ما يعرفه المؤتمر الأمريكي لعلماء الصحة الصناعية الحكومية على أنه 'النسبة المئوية للجسيمات التي تدخل في غطاء الوجه' و'النسبة المئوية للجسيمات المنبعثة من مصدر يخرج من غطاء الوجه'، على التوالي.
وتستطيع كمامات 'إن 95' المجهزة بشكل صحيح والمعتمدة من المعهد الوطني الأمريكي للسلامة والصحة المهنية تصفية ما يصل إلى 95 بالمائة من الجزيئات في الهواء، وفقًا للسي دي سي.
وقال بروماج إن الكمامات الجراحية أو التي تستخدم لمرة واحدة هي أقل فاعلية بحوالي 5 إلى 10 بالمائة من كمامات'إن 95'، اعتمادًا على تصنيف الجمعية الأمريكية لاختبار المواد.
وأوضح أن سبب نجاح متحور أوميكرون في إصابة العديد من الأشخاص بسرعة لا يزال 'مجهولًا' في الوقت الحالي، لكنه يؤكد فقط الدور الذي يمكن أن تلعبه الكمامات.
هل حان الوقت للتخلص من الكمامات القماشية؟
وفي الدراسات التي أجريت على أنواع الكمامات المختلفة، أظهرت الكمامات القماشية ذات الطبقات المتعددة وعدد الخيوط الأعلى 'أداءً فائقًا مقارنة بطبقات القماش المفردة ذات عدد الخيوط المنخفضة'، لكنها لا تزال أقل فعالية من الأقنعة الطبية، وفقًا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض.
الأمر الذي يعني أن توصيات ارتداء كمامات أفضل لا يعني التخلص من الأقنعة القُماشية أو الخروج بدون كمامة عندما لا يتوافر قناعًا طبيًا أو جراحيًا.
ووفق (سي دسي سي)، فإن ارتداء الكمامة القماشية فوق الكمامة الطبية، كما اقترحت وين، يمكن أن يحميك بشكل أفضل من الآخرين.
وقالت وين: 'إذا كان كل ما لديك هو كمامة قماشية، فلا تزال أفضل من لا شيء، لكنك لست محميًا جيدًا.. وإذا كنت ذاهبًا إلى مكان داخلي مزدحم وكل ما لديك هو كمامة قماشية، فلا تذهب'.
واقترحت وين على غير القادرين على شراء كمامات طبية لأي سبب من الأسباب، الانتقال إلى المواقع التي تتطلب أقنعة وتقدمها مجانًا، مثل بعض محطات القطار أو محلات البقالة أو الشركات، وطلب 'كمامة جراحية'.