يبدأ الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، جولة آسيوية تشمل كوريا الجنوبية واليابان تركز على 5 ملفات بارزة بينها "تسريع وتيرة التقارب بين الحليفين"، و"دفع سيؤول للانضمام إلى كواد" و"التطورات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ" و"تشديد العقوبات على روسيا".
وتعد زيارة بايدن لكوريا واليابان أول رحلة له إلى آسيا منذ توليه الرئاسة، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب حديثا يون سيوك-يول ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وسيلتقي الرئيس الأميركي أيضا، أثناء وجوده في اليابان قادة التحالف الاستراتيجي لدول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، المعروف باسم "كواد" (الرباعية)، وهي مجموعة تضم أستراليا والهند واليابان.
وتأتي الجولة التي تستمر حتى 24 مايو الجاري وسط تحذيرات أميركية من اعتزام كوريا الشمالية إجراء تجربة نووية بالتزامن مع الزيارة حيث تظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية أن بيونغ يانغ أكملت الاستعدادات لإطلاقها.
وحول أهمية الجولة، قال الأكاديمي الأميركي، أندرو بويفيلد، إن الزيارة هامة للحلفاء في آسيا وتحمل رسالة بأن حرب أوكرانيا لم تشغل إدارة بايدن عن دعمهم ومساندتهم في مواجهة تغول نفوذ الصين وتهديدات بيونج يانج وكذلك توسيع حجم العلاقات بين الجانبين.
وأضاف بويفيلد، لـ"سكاي نيوز عربية"، أن زيارة بايدن لكوريا الجنوبية واليابان تستهدف تعزيز علاقات بلاده مع الحليفين الآسيويين الرئيسيين لواشنطن وتعميق العلاقات الأمنية والاقتصادية، وسط تصاعد التوتر مع الصين وكوريا الشمالية، وستتناول المحادثات العلاقات التجارية، وزيادة المرونة في سلسلة التوريد العالمية، والمخاوف المتزايدة بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وتداعيات جائحة كورونا والانتشار الكبير في بيونج يانج.
وأوضح أن "بايدن يريد تعزيز التزام إدارته الراسخ بالحرية والانفتاح في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وبمعاهدات التحالف مع جمهورية كوريا واليابان، وكذلك دفع سيؤول نحو الانضمام إلى تحالف كواد لزيادة ثقله، مؤكدا أن إدارة بايدن تضع منطقة آسيا والمحيط الهادئ في صلب سياستها الخارجية والدفاعية من أجل الحد من صعود الصين التي تتهمها واشنطن بأنها تريد السيطرة على الطرق التجارية الدولية.
وأشار إلى أن أحد أهم أهداف الزيارة هو توحيد جبهتي طوكيو وسيؤول وإنهاء التوتر بين البلدين، وتربط البلدان علاقة مريرة ومنقسمة تعود جذورها إلى استعمار اليابان لكوريا الجنوبية، لافتا إلى أنه قد ينجح في ذلك لأن هناك عدة عوامل مساعدة بينها تنصيب رئيس جديد لكوريا الجنوبية ورئيس وزراء جديد لليابان، فوميو كيشيدا، وكلاهما يظهران بوادر تشدد بشأن كوريا الشمالية والصين، بالإضافة إلى رغبة في علاقات عسكرية أقوى مع واشنطن.
ولفت إلى أن "تشديد العقوبات على روسيا سيكون على طاولة الزيارة وتوسيع سبل دعم كييف سواء عسكريا أو إنسانيا خاصة في ظل النزاع حول جزر الكوريل بين اليابان وروسيا.
وتأتي الزيارة أيضا بعد سلسلة تجارب أجرتها بيونج يانج لأسلحة مخالفة للعقوبات أشرف عليها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون هذا العام، متجاهلا العروض الأميركية لإجراء محادثات ومتعهدا بتسريع برنامجه النووي، لكن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تطغى منذ نهاية فبراير على المخاوف المرتبطة بالصين وتجارب كوريا الشمالية.
وتضع الولايات المتحدة مواجهة الصين في قلب سياستها للأمن القومي منذ سنوات، ووصفت إدارة بايدن المنافسة مع الصين بأنها "أكبر اختبار جيوسياسي" في القرن الحالي، وتخشى الهند ودول عدة في المنطقة أن تقلص واشنطن اهتمامها بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بسبب الأزمة الأوكرانية.