مع الانتشار السريع لمقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، تمكنت قوات الأمن في مدينة طنجة شمالي المغرب من توقيف إمام مسجد، مساء الثلاثاء، بعد أن ظهر يعنف ويضرب أطفالًا يحفظون القرآن بعنف.
وجاء في بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، أن مصالح اليقظة المعلوماتية رصدت مقطع فيديو يظهر فيه هذا الإمام وهو بمسجد بمنطقة باب تازة ضواحي مدينة شفشاون (شمال المغرب) وهو يستخدم العنف في حق قاصرين.
وأكد البلاغ ذاته، أن إمام المسجد سُلم إلى الجهات المختصة، تنفيذًا لتعليمات النيابة العامة.
وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نشروا مقطع فيديو لإمام مسجد ومدرس للقرآن الكريم وهو يعنف أطفال لم يحفظوا القرآن بشكل جيد، باستخدام ما يسمى "الفلقة"، وهي أداة لرفع قدمي الطفل وضربه عليهما.
وأثار مقطع الفيديو الذي وثق تعنيف عدد من الأطفال استياء وتذمر الرأي العام والمتابعين عبر منصات التواصل، منددين بالطريقة العدوانية للإمام وهو يضرب الطلبة الأبرياء.
واعتبر بعض رواد التواصل الاجتماعي أن "هذا السلوك مخالف لمبادئ الشرع والدين ويخدش كرامة الطفولة والإنسانية أيضا".
وقال نور الدين درواش، وهو إمام مسجد، في تدوينة على "فيسبوك"، إن "ضرب طلبة القرآن بهذه الطريقة خطأ جسيم يستحق المحاسبة، وتصوير ذلك ونشره خطأ أشنع. نبهنا مرارا على خطأ استمرار ضرب الأطفال في بعض الكتاتيب خاصة في ظل منع الضرب في كل المؤسسات التعليمية الخاصة والعامة وفي المؤسسات الرياضية والترفيهية".
وأضاف درواش أن "إصرار بعض المدرسين على استعمال الضرب في تعليم القرآن قد تكون له آثار نفسية خطيرة جدا على الطفل وعلى علاقته بالقرآن خاصة والتدين عموما، وفي الأساليب التربوية المعاصرة ما يغني عن هذا الأسلوب".
ونظرا لفظاعة المشهد، قال الإمام ذاته: "لا ينبغي استغلال هذا المقطع المنتشر في الإساءة للكتاتيب القرآنية ودور القرآن والمساجد بالمغرب، والشيوخ المحفّظين القائمين عليها الذين جعلوا المغرب يتربع على قائمة الدول الأكثر حفظا للقرآن الكريم".