أوكرانيا تطلب المعونة من ألمانيا بيّد وتصفعها بأخرى

الاتحاد الاوروبي
الاتحاد الاوروبي
كتب : وكالات

لم يتوقف المسؤولون الأوكرانيون، في الفترة الماضية، عن انتقاد الموقف الألماني والتطاول على المسؤولين الألمان، متهمينهم بالتلكؤ أو التواطئ مع روسيا، دون أن يمنعهم ذلك عن طلب المعونة.

آخر تلك التصريحات جاءت من الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الذي اتهم المستشار الألماني، أولاف شولتس، في مقابلة مع قناة "زي دي إف" ZDF الألمانية، بموازنة علاقاته بين كييف وموسكو، مشيرا إلى أن ألمانيا يجب أن تطمئن أوكرانيا بشأن دعمها لها.

وبحسب الرئيس الأوكراني فإن حكومة شولتس "لا ينبغي أن تحاول المناورة على الخلاف بين أوكرانيا والعلاقات مع روسيا، وإنما يتعين عليها أن تضع لنفسها الأولوية المناسبة".

وليست تلك هي المرة الأولى التي تنتقد فيها كييف السلطات الألمانية، بل سبقها عدد من المرات، حيث انتقدت كييف السلطات الألمانية لتأخرها في تقديم المساعدات العسكرية، وطالبت بزيادة ضغط العقوبات ضد موسكو على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة.

في 17 مارس الماضي، قال زيلينسكي، متحدثا عبر الفيديو لأعضاء مجلس النواب في البرلمان الألماني وقيادة الحكومة الألمانية، إن كييف تعتبر العقوبات المفروضة على روسيا "غير كافية"، وطالبت بـ "فرض حظر على التجارة مع روسيا، واستيراد كل ما يدعم هذه الحرب".

حينها قال زيلينسكي مخاطبا السياسيين الألمان: "لقد رأينا كم العلاقات التي حافظت عليها شركاتكم مع روسيا"، وأشار على وجه الخصوص إلى أن السلطات الألمانية دعت إلى بناء خط أنابيب "السيل الشمالي-2" لنقل الغاز الروسي، وتابع: "طلبنا عقوبات وقائية، ولجأنا إلى أوروبا، وتوجهنا إلى عدد من البلدان ومن بينها إليكم، فرأينا تأخيرا، وشعرنا بالمقاومة، وفهمنا أنكم تريدون مواصلة (تطوير) الاقتصاد".

في 3 أبريل الماضي، اتهم السفير الأوكراني لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، بما زعم أنه حفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا، والتي "تظل بالنسبة له شيئا جوهريا، وحتى مقدسا، بصرف النظر عما يحدث". وأعرب ميلنيك عن أسفه لأن ألمانيا لديها اهتمام كبير بالحفاظ على العلاقات مع روسيا، خاصة في ظل اعتمادها على إمدادات الطاقة. وتابع الدبلوماسي الأوكراني أن "شتاينماير أقام شبكة اتصالات عنكبوتية مع روسيا على مدى عقود. وكثير من الناس متورطون في ذلك، ويلعبون الآن دورا رئيسيا في التحالف".

في 13 أبريل، خطط شتاينماير لزيارة أوكرانيا مع وفود من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، لكن زيلينسكي رفض استقبال الرئيس الألماني، بسبب "علاقاته" مع موسكو. كما أوضح نائب رئيس مكتب زيلينسكي، إيغور جوفكفا، لاحقا: "يجب أن تأتي كل زيارة بنتائج"، وفي كييف يريدون أن يحقق "السياسيون رفيعو المستوى نتيجة" لدى وصولهم إلى أوكرانيا، مثل "فرض الحظر على النفط، أو توريد الأسلحة الثقيلة أو الخفيفة، أو أن تضمن ألمانيا قبول أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي".

في 3 مايو الماضي، وبعد أن أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، أنه لا يستطيع زيارة كييف بسبب رفض أوكرانيا استقبال رئيس الجمهورية، فرانك فالتر شتاينماير، أهان السفير الأوكراني لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، المستشار الألماني، وشبهه حينها بـ "نقانق الكبدة المنزعجة"، وقال السفير: "إن التظاهر بكونك نقانق كبدة منزعجة ليس من شيم رجال الدولة". من جانبه طالب البوندستاغ الألماني باعتذار من الدبلوماسي الأوكراني، إلا أنه لم يفعل ذلك، وما كان من برلين الرسمية إلا أن تجاهلت تصريحات السفير الأوكراني.

في 26 مايو الماضي، انتقد السفير ميلنيك ألمانيا لتأخيرها توريد الأسلحة إلى كييف، ونشر على حسابه بموقع "تويت" صورة لحلزون عليه خرطوشة ملصقة عليه، موقعة بعبارة "الأسلحة الألمانية في طريقها إلى أوكرانيا".

في 27 مايو الماضي، اتهم ميلنيك مرة أخرى المستشار الألماني بتأخير تسليم الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، قائلا إن أولاف شولتس "يفتقر إلى الشجاعة والقيادة"، ووفقا له فإن برلين "تخذل كييف عسكريا بكل بساطة".

في 8 يونيو الجاري، عاد ميلنيك وانتقد المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، بسبب المسار الذي اتبعته تجاه روسيا، بعد أن أجرت مقابلة مع "دير شبيغل"، دافعت خلالها عن موقفها في السياسة الخارجية، وذكرت على وجه الخصوص أن اتفاقيات مينسك كان من الممكن أن تجنب المزيد من التصعيد للوضع في دونباس، كما أقرت بأن رفضها لانضمام أوكرانيا إلى "الناتو" في سياق الانقسام السياسي في كييف كان القرار الصحيح.

ردا على ذلك، أشار ميلنيك إلى أن كلمات المستشارة الألمانية السابقة حول مسارها "المعصوم" تجاه روسيا و"موقفها المتسامح أكثر من اللازم" تجاه السلطات الروسية يدفعانه إلى الحيرة. واتهم ميلنيك ميركل بالافتقار إلى "النقد الذاتي"، حيث يعتقد الدبلوماسي أن موقف ألمانيا فيما يتعلق بآفاق عضوية أوكرانيا في "الناتو" والاتحاد الأوروبي، ورفض برلين توريد الأسلحة إلى كييف، و"الترويج غير المبالي" لخط أنابيب "السيل الشمالي-2" هو ما أدى إلى العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

في 5 يونيو الجاري، وصف ميلنيك من جديد رفض السلطات الألمانية تزويد كييف بدبابات "ليوبارد-1" وعربات مشاة قتالية من طراز "ماردر" بأنه "عار سيدخل التاريخ"، وكتب في حسابه على "تويتر" أن "الحكومة الألمانية تسخر منا برفضها تزويدنا حتى بدبابات ليوبارد-1 القديمة وعربات المشاة القتالية".

في 13 يونيو الجاري، انتقد ميلنيك السلطات الألمانية لموقفها تجاه اللاجئين من أوكرانيا، حيث قال الدبلوماسي في مقابلة مع صحيفة "بيلد" إن معظم اللاجئين يغادرون ألمانيا "دون أن يتلقوا واجب الضيافة المناسبة" من السلطات الألمانية".

WhatsApp
Telegram