بدأ الصراع مبكرا داخل الحزب الجمهوري حول من يحمل بطاقة انتخابات 2024 في ظل مؤشرات قوية وتلميحات من الرئيس السابق، دونالد ترامب، بعزمه الترشح من جديد، بينما برزت عدة أسماء بعضهم كان يعمل تحت سلطة الرئيس السابق.
وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية، فإن هناك 5 جمهوريين شرعوا بالفعل في الاستعداد للحملات الرئاسية الخاصة بهم وبعضهم أكثر علانية من البعض الآخر، ويتوقع أن ينافسوا ترامب للفوز ببطاقة الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة في 2024.
وقالت الصحيفة إن الخمسة هم: حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس، ونائب الرئيس الأميركي السابق، مايك بينس، ووزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، وحاكم ولاية ميريلاندـ لاري هوغان، والسيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، تيد كروز.
وكشف استطلاع للرأي أن معظم الناخبين الأميركيين لا يريدون أن يشارك الرئيس الحالي جو بايدن أو سلفه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
مخاوف ترامب
وتعقيبًا على ذلك، قال المحلل السياسي، أندرو بويفيلد، إن ترامب يواجه انتكاسات متتالية خلال الآونة الأخيرة كان أحدثها خسارة عدد من المرشحين المحسوبين عليه في الانتخابات التمهيدية.
وأضاف بويفيلد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن ترامب حاول التأثير على الناخبين الجمهوريين وإثبات أنه يتمتع بنفوذ، لكن الخسارة في أيداهو وجورجيا ونورث كارولينا بدأت تروي قصة مختلفة وهبطت أسهمه بشكل كبير.
وأوضح أن النتائج صدمت الرئيس السابق وأثارت مخاوفه، لأنها أدت إلى فهم الجمهوريين أنه فقد قبضته على الحزب، الأمر الذي يعرض وضعه مرشحا محتملا للانتخابات المقبلة للخطر.
وأشار إلى أن مايك بينس يعد أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في فريق إدارة البيت الأبيض خلال فترة رئاسة دونالد ترامب وهو محبوب في الجناح البروتستانتي للحزب الجمهوري، وبرز نجمه أخيرا خلال زيارته إلى الحدود البولندية الأوكرانية ولن يمانع في منافسة ترامب بعد معارضته جهود الرئيس السابق لإلغاء نتائج انتخابات 2020.
في السياق، اعتبر أن بومبيو قد يكون بديلا لترامب وليس منافسا له، لافتا إلى أنه لديه خبرة كبيرة نظرا لتوليه رئاسة المخابرات المركزية الأميركية وحقيبة الخارجية في عهد ترامب، وهو يقدم نفسه بطريقة تقليدية للغاية، من خلال دعم مرشحي الحزب في انتخابات التجديد النصفي التي ستجرى في نوفمبر المقبل لاستعادة الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.
لا لبايدن وترامب
وبحسب الاستطلاع الذي أجراه مركز هارفارد للدراسات السياسية الأميركية ومركز "هاريس بول"، فإن غالبية الأشخاص الذين شاركوا رفضوا إمكانية إعادة المنافسة بين بايدن وترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال ربع من شملهم الاستطلاع، الذي أجري عبر الإنترنت، خلال الفترة من 28 إلى 29 يونيو وشمل عينة من 1308 ناخبين مسجلين، إن الوقت قد حان للتغيير.
وكشف استطلاع لشركة "هاريس" لاستطلاعات الرأي، أن 58 بالمئة من الناخبين "منفتحون على وجود شخصية معتدلة من خارج الحزبين في انتخابات 2024"، وهو ما أرجعته صحيفة "تايمز" إلى "انعكاسات الأوضاع على الأنصار التقليديين للحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء".
وفي الانتخابات المقبلة، سيبلغ ترامب 78 عاما، بينما سيكون أمام بايدن أسبوعين على عيد ميلاده الـ82.
تشكيك في فرص ترامب
ونقل تقرير لـ"فوكس نيوز" عن مسؤولين رفيعي المستوي من الحزب الجمهورى اعتراضهم على ترشح ترامب المزمع، مقللين من فرصه الواقعية في الفوز.
وفي أعقاب جلسات الاستماع الأخيرة في احتجاجات الكابيتول، قال حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي إن الناخبين "قلقون" بشأن ما إذا كان ترامب يمكن أن يحقق فوزًا في الانتخابات في عام 2024.
وأضاف كريستي: "الناس قلقون من أننا قد نخسر.. ونريد التأكد من أننا لا نرشح شخصا قد يكون معيبا بشكل خطير".
وأشار حاكم ولاية ميريلاند لاري هوغان، الذي قالت تقارير إنه يعتزم الترشح للرئاسة في عام 2024، إلى أن ترامب قد يخسر الانتخابات.
وقال هوغان "إن شعبيته بين الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية قد تضاءلت إلى حد ما"، فكان ترامب أقل الرؤساء شعبية في التاريخ الأميركي حتى جاء جو بايدن.
واتفق مع هذا الرأي مارك شورت، الذي شغل منصب رئيس موظفي نائب الرئيس السابق مايك بنس، وهو أيضا مرشح محتمل لعام 2024.
وقالت شورت: "اعتقد النشطاء الجمهوريون أن دونالد ترامب هو المرشح الوحيد الذي يمكنه التغلب على هيلاري (فانتخبوه) لكن الآن، الواقع تغير.. فترامب هو الوحيد الذي خسر أمام جو بايدن"