بعد حالة من عدم الاستقرار السياسي الذي شهدتها إيطاليا خلال السنوات الأخيرة ، نتيجة تغير الحكومات المتتالية بشكل مضطرد ، بات اليمين الذي يطلق عليه الأوربيون وصف المتطرف، اليوم أمام فرصة تاريحية للحكم في ثالث أقوى اقتصاد في أوروبا، وإحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي .
يتوجه أكثر من خمسين مليون إيطالي إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمانهم وسط توقعات بأن يتصدر اليمين المتطرف النتائج بقيادة جيورجيا ميلوني وحزبها القومي "إخوة إيطاليا"، بل يمكنه أيضا الحصول على أغلبية مطلقة وتشكيل الحكومة.
فتحت مراكز الاقتراع في إيطاليا أبوابها في الساعة السابعة من صباح اليوم الأحد (25 سبتمبر 2022)، فيما كان الناخبون يقفون في صفوف انتظار للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية مبكرة.
وستبقى المراكز مفتوحة حتى الساعة الحادية عشرة ليلا، على أن تصدر فور إغلاقها أولى استطلاعات الرأي التي ستعكس صورة واضحة للنتائج.
وفي ظل توقعات تمنح حزب "فراتيلي ديتاليا" (إخوة إيطاليا) من الفاشيين الجدد حوالى ربع نوايا الأصوات بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، ومن المرجح أن تتولى زعيمته جورجيا ميلوني (45 عاما) رئاسة حكومة ائتلافية تكون الهيمنة فيها لليمين المتطرف على حساب اليمين التقليدي.
وسيشكل ذلك زلزالا حقيقيا في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، وكذلك في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
وحذرت زعيمة الحزب خلال حملتها الانتخابية بأن "الكل قلق في أوروبا لرؤية ميلوني في الحكومة... انتهت الحفلة، وستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها الوطنية".
ونجحت جورجيا ميلوني المعجبة سابقا بموسوليني والتي ترفع شعار "الله الوطن العائلة"، في جعل حزبها مقبولا كقوة سياسية وطرح المسائل التي تحاكي استياء مواطنيها وإحباطهم ببقائها في صفوف المعارضة، في حين أيدت الأحزاب الأخرى حكومة الوحدة الوطنية بزعامة ماريو دراغي.
غير أن الأمور لم تُحسم بعد ولفتت إميليانا دو بلازيو أستاذة علم الاجتماع في جامعة لويس في روما إلى أنه "لا يمكن التكهن (بنتيجة) الانتخابات التي تحددها المشاعر واللحظة الأخيرة"، مشيرة لوكالة فرانس برس إلى دور الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد ويقدر عددهم بحوالى 20 بالمائة، وإلى أهمية نسبة المشاركة.
تشير آخر استطلاعات للرأي، نشرت منذ أسبوعين إلى أن تحالفا يمينيا بقيادة حزب "إخوان إيطاليا"، الذي تتزعمه جورجيا ميلوني في طريقه لتحقيق نصر واضح فيما يبدو.
لكن مع توقف استطلاعات الرأي في الأسبوعين السابقين للانتخابات، لا يزال هناك مجال لحدوث مفاجأة وإن كانت بعيدة.