تواجه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أزمة تجنيد، الأمر الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي، خاصة أن الأزمة ناجمة عن نقص الأعداد أو عزوف الكثير من الشباب عن الالتحاق بالجيش.
وأقر الجيش الأمريكي مؤخرًا بفشله في تحقيق هدف التجنيد في السنة المالية المنصرمة بنسبة 25%، مما أدى إلى نقص قرابة 20 ألف مجند، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت على مدى 50 عامًا على المتطوعين للدفاع عن البلاد، لكن هذا النظام يعد رفاهية ويتكلف أموالا طائلة لاستمراره دون جدوى حقيقية.
أسباب الأزمة
ولفت التقرير إلى عدد من العوامل التي أسهمت في هذا النقص، من بينها أن "أقل من ربع الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا غير مؤهلين للخدمة، بسبب السمنة والإدمان والتاريخ الإجرامي".
كما أدى قرار إغلاق المدارس الثانوية خلال جائحة كورونا إلى تراجع إقبال المجندين إصابة العديد من الشباب بإصابات عقلية، وهو ما يعد سببا آخر لاستبعادهم من الخدمة العسكرية.
وأشار استطلاع للرأي إلى أن "توافر فرص العمل المسجلة والإعانات التي تلقتها الأسر خلال جائحة كورونا أضرت بالتجنيد، فأقل من واحد من كل 10 شباب يرغب في الانضمام إلى الجيش. ناهيك عن أن المراهقين الذين تربوا على الأفكار العصرية التي تتهم أمريكا بأنها دولة عنصرية أو إمبريالية لن يرتدوا الزي العسكري".
ويرى التقرير أن "بعض منتقدي أمريكا في الداخل يصورون الجيش باعتباره مؤسسة رجعية ينتشر فيها الاعتداء الجنسي والتطرف، إضافة إلى تراجع شعبية الجيش حتى بين اليمنيين من الجمهوريين".
كما أشارت نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة ريجان عام 2021 إلى أن 53% من الجمهوريين لديهم ثقة كبيرة في الجيش بانخفاض بلغ نحو 17% مقارنة بالأعوام السابقة".
فرصة للكونغرس
وترى الصحيفة أزمة التجنيد تشكل فرصة للكونغرس للقضاء على ممارسات عفا عليها الزمن، وزيادة رواتب المجندين، وخاصة من ذوي الرتب الدنيا، والتي لا تستطيع مجاراة القطاع الخاص.
وعرض الكونغرس مزيدًا من المرونة للسماح لمن لديهم خبرة في الإنترنت أو المجالات الأساسية الأخرى بدخول الخدمة في مرتبة أعلى. لكن هذه لا تزال استثناءات.
وألمح التقرير إلى وجود تيار خفي أعمق وهو أن الشباب ممن لديهم تطلعات أخرى لن ينضموا إلى جيش يبدو أكثر ترهلا. حيث يحلق الطيارون المقاتلون أقل من 1.5 طلعة جوية في الأسبوع، وفقًا لتقديرات العام الماضي، وهو أقل من أن يخرج طيارا ماهرًا. وفي الوقت ذاته يقضي جنود البحرية سنوات كاملة عالقين في ساحات الصيانة بدلاً من البحر، وهو ما يفسر هذا سبب قيام أعداد قليلة من المحاربين القدامى بالتوصية بالخدمة العسكرية.
وخلص التقرير إلى أن مشاكل التجنيد تأتي في وقت تحتاج فيه القوات البحرية والجوية إلى التوسع لمواجهة التهديدات المنتشرة من إيران إلى الصين. ولن تكون هناك حاجة إلى شراء الدبابات والطائرات ما لم يكن هناك رأس مال بشري لإدارتها.
وأضاف أن البعض قد يميل إلى التعامل مع إخفاقات التجنيد هذا العام على أنها حالة شاذة، لكنها تمثل تهديدًا ناشئًا للأمن القومي. ولن تستطيع الدولة الأمريكية الاستمرار ما لم يكن المواطنون على استعداد للدفاع عنها.
ويتجاوز عدد سكان الولايات المتحدة 332 مليون نسمة، بينهم 146 مليون نسمة قوة بشرية متاحة في حين يصل عدد أفراد الجيش الأمريكي إلى 2.245 مليون جندي بينهم 845.500 في قوات الاحتياط.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
