تعرّضت أوكرانيا لوابل من الصواريخ الروسية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه مجدّدًا في البلد الذي يعاني أصلًا من أزمة طاقة، إذ جعلت موسكو البنى التحتية للطاقة هدفها الأوّل في خضمّ فصل الشتاء. تأتي الضربات في اليوم نفسه مع بدء سريان آلية لتحديد سقف لسعر مبيع النفط الروسي جانب الدول الغربية التي تحاول بذلك تجفيف إيرادات موسكو لتمويل حربها على أوكرانيا.
اشتباكات أوكرانيااشتباكات في أوكرانيا
واعتبر الكرملين صباح الاثنين أن هذه التدابير 'لن تؤثر' على هجومه. وظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مشاهد على التلفزيون يقود سيارةً لعبور جسر القرم الذي يربط بين الأراضي الروسية وشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها موسكو عام 2014. وكان تفجير نسبه الكرملين إلى أوكرانيا، تسبب بدمار كبير فيه في أكتوبر. وقبل وقت قصير، دوّت صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا.
على صعيد آخر قال الصحفي البولندي ويتولد مودزيلفسكي في مقالة لصحيفة Myśl Polska، إن تمويل أوكرانيا يستنزف اقتصادات الدول الغربية ويحرم مواطنيها من فرصة العيش في ظروف مقبولة. ويرى الصحفي، أن الغرب يأمل عبثا في حدوث 'انقلاب في القصر' في روسيا.
وأضاف: 'بعد سبعة أشهر من الحرب، أصبح اقتصاد الدولة الأوكرانية في حالة خراب، ولا يمكن إخفاء هذه الحقيقة بأي شكل، حتى عن طريق فرض الرقابة'. وأشارت المقالة إلى أنه لم يعد خفيا على أحد أن تمويل الدفاع عن أوكرانيا يقع بالكامل على عاتق الغرب. وقال الكاتب: 'هذا هو التناقض التاريخي الأكبر، الذي لا سابقة له حتى الآن'.
ووفقا له، في السابق كانت الدول تخوض الحروب والنزاعات بالاعتماد على قواها الذاتية، وكانت المساعدة الخارجية تتسم بالطابع الانتقائي. وقارن الكاتب، عملية دعم أوكرانيا، بمساعدة الأمريكيين لبريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، والتي أدت لاحقا إلى 'تصفية وتفكيك الإمبراطورية البريطانية وإخضاع هذه الدولة للسياسة الأمريكية'.
وترى المقالة أن دعم الدول الغربية لأوكرانيا، لا يؤدي إلا إلى نضوب الموارد، وأزمة الطاقة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض هائل في مستويات المعيشة في الغرب. وأشار المؤلف بسخرية إلى أن روسيا لم تعر الاهتمام لتهديدات الناتو 'واستمرت في تنفيذ عملية عسكرية خاصة على أراضي أوكرانيا. وذكرت المقالة أن السياسيين الغربيين يأملون عبثا في وقوع معجزة وحدوث إضعاف مفاجئ للقوة الروسية و 'اندلاع أزمة في الكرملين'.