يروي الرجل التركي الذي يدعى ' حسين بربر' مأساته مع الزلزال المدمر الذي لحق بدولة تركيا وسوريا وأنهي حياة الكثير من العائلات وهدم الكثير من البيوت في مأساة لم تتكرر منذ عام 1939 ميلاديا ، وتحدث الرجل المسن حيث قال إنه بح صوته من الصراخ طالبا للمساعدة وهو تحت أنقاض منزله قبل أن يتم إنقاذه أخيرا على يد فريق الانقاذ التركي بعدما مكث أكثر من إسبوع تحت الانقاض .
رجل مسن يروي مأساته مع الزلزال
ويتحدث الرجل حسبما ذكرت ' العربية نت 'إنه تحدى الصعاب ليبقى على قيد الحياة ولتصبح قصته إحدى القصص العديدة الرائعة في تلك الكارثة ، ويؤكد الأطباء أن البشر يمكنهم البقاء على قيد الحياة لأيام دون ماء لكن هناك متغيرات عديدة تتعلق بحجم الأصابات التي لحقت بهم جراء إنهيار مبني ومدى سخونة أو برودة الجو بالخارج ويقول رجال الإنقاذ أن بقاء أي شخص حيا بعد خمسة أيام يعد معجزة .
عندما نفذ الماء معه شرب بوله
ومع ذلك نجا الرجل المسن الذي يدعى ' بربر' صاحب الـ 62 عام وهو مريض بالسكري بعد مكوثه 187 ساعة من الزلزال تحت الانقاض ، حيث شكلت ثلاجة وخزانة دعامتين لجدارن شقته التي كانت بالطابق الأرضي وبقى له كرسي بذراعين يجلس فيه وبساط يبقيه دافئا . وكذلك يروي الرجل أن كان معه زجاجة ماء واحدة وعندما نفذت الماء شرب بوله .
وتحدث بربر مع وكاله ' رويترز' من سرير في مستشفى بمدينة مرسين ، على بعد نحو 250 كيلومترا من المبني السكني الذي كان يسكن به حيث كان يتكون من 15 طابقا وإنهار ، حيث تعرضت نصف المباني إما للدمار أو لأضرار بالغة وتم إدخاله لهذا المستشفى يوم الثلاثاء الماضي.
قال بربر إنه كان محاطاً بأقارب في غرف مختلفة بشقته، ويعتقد أنهم تمكنوا جميعاً من البقاء على قيد الحياة ، وأضاف: 'عندما وقع الزلزال، وقفت على الفور، حفيدي كان نائماً بجواري. نظرت حولي، وأضاء ابني النور وأخذ مصباحاً يدوياً، وقال: أبي.. إنه زلزال!'، وتابع: 'وعندما ضرب الزلزال للمرة الثانية، انهار السقف، لكنه لم يمسني. جثمت على الفور وجلست. سقط الجدار على الثلاجة والخزانة. كنت عالقاً هناك. كان هناك بساط. أخذته ووضعته فوقي.. رأيت ما يشبه الكرسي بذراعين، صعدت فوقه وأخذت البساط وجلست هناك'.
معاناته حتى تم إنقاذه
وأضاف: 'صرخت، صرخت وصرخت. لم يسمعني أحد. صرخت كثيراً لدرجة أن حلقي آلمني. أعتقد أن ابننا أخرج الأطفال.. كنا خمسة، أنا وابني كنا في غرفة النوم'.
وأوضح أنه وجد دواء السكري الخاص به وزجاجة ماء على الأرض. وقال: 'بعد ساعة، أخذت زجاجة الماء وشربتها. معذرةً، تبولت فيها وتركتها تهدأ. شربتها عندما بردت. أنقذت نفسي بذلك' 'أحدهم مد يده لتلتقي بيدي'.
من جهته، قال أحد أعضاء فريق الإنقاذ الطبي التركي إن بوسع من هم تحت الأنقاض البقاء على قيد الحياة بشكل عام لمدة تصل إلى خمسة أيام. وأضاف 'أي شيء يتجاوز خمسة أيام يعد من المعجزات'.
وأوضح دينيز جيزر، أخصائي الباطنة في مستشفى مدينة مرسين، أن أحد أكبر مشاكل البقاء على قيد الحياة هو البرد.
وقال: 'لكن بعض المرضى بقوا في مناطق مغلقة، بالتالي تمكنوا من العيش تحت المباني، في مساحات صغيرة ومغلقة. بعضهم كان بحوزته ماء'.
أما عن شرب البول، فقال جيزر إنه لا يُنصح به. وتابع قائلاً: 'بما أن البول مادة سامة، لا ننصح مرضانا بشربه لأنه لا يلبي احتياجاتهم من المياه على أي حال، كما أنهم يتناولون مواد سامة' ، من جانبه، قال بربر، من سريره بالمستشفى، محاطاً بآلات التنبيه، إنه ظن أنه لن ينقذه أحد.
خزانة وثلاجة هما سبب بقائه على قيد الحياة
وأضاف: 'كنت هنا، كانوا هناك. تسلقت بجوار الخزانة، مددت يدي إلى السقف لكن لم يتسن لي لمسه. لكن على الجانب الآخر من الغرفة كان السقف قد انهار على السرير. ابننا أحضر ثلاثة حفارين، كانوا يحفرون، كنت أصطدم بالسقف ورأيته مثقوباً، وسمعت صوتاً، وصرخت'.
وتابع: 'شخص ما مد يده فالتقت بيدي. أخرجوني من هناك. الفتحة التي خرجت منها كانت صغيرة للغاية. أخافني ذلك قليلاً'. وأضاف: 'لا أتذكر أي شيء بعد أن أخرجوني. تم إنقاذي وخرجت وأردت الماء والطعام، لاسيما الماء. لم آكل أي شيء فلم يكن هناك شيء لآكله'.
من جهته، قال كاجلار أكسوي كولاك، الطبيب في مستشفى مدينة مرسين، إن الأطباء يقدمون 'علاجاً داعماً' فقط لبربر. وأضاف: 'ليس به كسور في العظام، حالته العامة جيدة إلى حد ما.. مريضنا خرج في حالة جيدة للغاية'.