حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة، إيران من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات قوية لحماية الأمريكيين، بعد أن شن الجيش الأمريكي ضربات جوية على قوات مدعومة من إيران ردا على هجوم
أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة خمسة جنود أمريكيين.
وبعد يوم واحد فقط من الهجوم على قوات أمريكية في سوريا حملت واشنطن المسؤولية فيه على طائرة مسيرة إيرانية المنشأ، قالت مصادر إن هجوما صاروخيا جديدا استهدف قاعدة أمريكية أخرى في شمال شرق
سوريا.
ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الهجوم بأنه غير مؤثر، قائلا إنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأمريكية.
وقال مصدران محليان، إن الصواريخ التي يشتبه في أن الولايات المتحدة هي من أطلقتها في وقت لاحق اليوم الجمعة استهدفت مناطق جديدة في شرق سوريا، ولم ترد أنباء عن وقوع قتلى أو مصابين.
وقد تؤدي أحدث أعمال العنف إلى زيادة التدهور في العلاقات المتوترة بالفعل بين واشنطن وطهران وسط تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى وتزويد روسيا بطائرات مسيرة
إيرانية لاستخدامها في غزو أوكرانيا.
ونادرا ما يسقط قتلى في صفوف القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا على الرغم من استهدافها بطائرات مسيرة في كثير من الأحيان.
وقال بايدن للصحفيين، خلال زيارة لكندا "من المؤكد أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الدخول في صراع مع إيران، ولكن كونوا على علم بأننا سنتحرك بقوة لحماية شعبنا".
ولدى سؤاله عما إذا كانت إيران ستدفع ثمنا باهظا، قال بايدن "نحن لن نتوقف".
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن الضربات الأمريكية التي شنتها طائرات إف-15 أمس الخميس استهدفت منشأتين تستخدمهما جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتتبع أخبار الحرب في سوريا، إن الضربات الأمريكية أودت بحياة ثمانية مسلحين متحالفين مع إيران في سوريا.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من هذا العدد، وذكر تلفزيون برس تي.في الإيراني الرسمي أن الهجوم لم يسفر عن مقتل أي إيرانيين ونقل عن مصادر محلية نفيها أن الضربات استهدفت
موقعا عسكريا لجماعة متحالفة مع إيران لكن تم استهداف مركز تنمية ريفي ومركز للحبوب قرب مطار عسكري.
ضربة بطائرة مسيرة
جاءت الضربات الأمريكية ردا على هجوم بطائرة مسيرة، الخميس، استهدف قاعدة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحسكة في شمال شرق سوريا.
وقال البنتاجون إن ثلاثة جنود ومتعاقدا تطلب الأمر نقلهم جوا بعد إصابتهم إلى العراق وإنه جرى تقديم العلاج لجنديين أمريكيين آخرين في القاعدة.
وقال البنتاجون، الجمعة، إن الجرحى في حالة مستقرة.
وقال مسؤولان أمريكيان اشترطا عدم الكشف عن هويتيهما، إن النظام الدفاعي في القاعدة قد فشل على ما يبدو في صد الهجوم.
وقال البنتاجون، إن الجيش الأمريكي لديه صورة كاملة للموقع التقطتها أجهزة الرادار، لكن مسؤولا آخر قال لرويترز إن القوات الموجودة على الأرض يبدو أنها لم يكن لديها وقت كاف للتصدي لهجوم
الطائرة المسيرة.
وذكرت قناة الميادين اللبنانية الموالية لإيران، ومصدر أمني، أن قاعدة أمريكية في حقل العمر النفطي في شمال شرق سوريا تعرضت لهجوم صاروخي صباح اليوم الجمعة.
ونادرا ما تطلق الجماعات المدعومة من إيران صواريخ على قواعد أمريكية في سوريا بعد تعرضها لضربات جوية.
وجاءت القوات الأمريكية لأول مرة إلى سوريا ضمن حملة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ضد تنظيم الدولة الإسلامية بالشراكة مع مجموعة يقودها الأكراد تسمى قوات سوريا الديمقراطية. ويوجد نحو 900
جندي أمريكي في سوريا معظمهم في الطرف الشرقي من البلاد.
وقال الجيش الأمريكي، إن قواته تعرضت لنحو 78 هجوما من الجماعات المدعومة من إيران منذ بداية عام 2021.
وعلى الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية فقد سيطرته على مساحات واسعة من سوريا والعراق استولى عليها في 2014 إلا أن خلايا نائمة ما زالت تنفذ هجمات خاطفة في مناطق قاحلة ليس لقوات التحالف
بقيادة الولايات المتحدة ولا للجيش السوري السيطرة الكاملة عليها.