اعلان

رغم تقارب سوريا وجيرانها.. لا تغيير بموقف واشنطن تجاه الأسد

سوريا وواشنطن
سوريا وواشنطن
كتب : وكالات

عبّرت الولايات المتحدة على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن غضب واضح تجاه النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، عندما علّق بلينكن على العقوبات التي فرضتها الحكومة الأميركية، يوم الثلاثاء، على أقارب للرئيس السوري.

ربط بلينكن مباشرة بين أفراد عائلة الأسد وشخص الرئيس وتجارة المخدرات، فيما ربط بيان وزارة الخزانة الأميركية بين هذه المجموعة من أفراد أسرة الأسد وتجارة المخدرات وحزب الله الذي تصنّفه الولايات المتحدة 'تنظيماً إرهابياً'.

مديرة مكتب العقوبات الأميركية قالت أيضاً إن 'سوريا أصبحت في واجهة إنتاج الكبتاغون الذي يتسبب بالإدمان وأغلبه يهرّب من لبنان'.

مأساة سوريا

يعبّر الكلام الأميركي عن موقف لدى الإدارة الأميركية الحالية من النظام السوري، وعند التحدّث إلى موظفي الإدارة الأميركية من السهل ملاحظة كلامهم الممزوج بالعاطفة، فهم يقولون إنه لا يمكن أن ننسى ما شهدناه من أحداث غير معقولة في السنوات الـ12 الماضية، ولا يمكن نسيان صور الاعتداءات على الإنسانية، حسب تعبيرهم.

يشدّد الأميركيون على أنه من الضروري أن تكون هناك محاسبة، وأن حدوث الزلزال ووقوع الضحايا 'لا ينسيان ما فعله نظام الأسد'، ويضيفون أنه لو كان بشار الأسد جدّياً في معالجة المشاكل فإن القرار 2254 موجود، ويستطيع الالتزام به، والمقصود دائماً الوصول إلى حل سياسي في سوريا.

تشدد الإدارة الأميركية الحالية على أنه لا يمكن وليس من الطبيعي أن يتم استغلال قضية الزلزال للتفلّت من المحاسبة، والمحاسبة في صلب المقاربة الأميركية للوضع في سوريا، ويشدد الأميركيون على أنه لا يجب أن يستفيد الأسد من الوضع الحالي.

معارضة التطبيع

كما تؤكد الإدارة الأميركية أنها لا تشجع الزيارات إلى سوريا أو زيارات المسؤولين السوريين إلى الدول العربية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريح لـ'العربية.نت': 'معارضتنا للتطبيع لم تتغيّر، ونحن كنّا واضحين حول هذا الموضوع'.

وقد شعرت الإدارة الأميركية بأن الأوضاع ذهبت خلال الأسابيع الماضية لمصلحة النظام السوري، وحاولت بقوة لكن من دون الكثير من الدعاية، ضبط هذه الاندفاعة بين دمشق والدول الجارة، سواء كانت تركيا أو الأردن أو غيرهما.

وقد عقد اجتماع للدول المهتمة بالوضع السوري في عمّان يوم 21 مارس/آذار الحالي وصدر بعد يومين، أي في يوم 23 مارس/آذار، بيان مشترك تحدّث عن ضرورة إيصال المساعدات إلى كل السوريين المتضررين من الزلزال، وقد تضمّن البيان فقرة أخيرة تشير إلى أن كل الدول الحاضرة تدعم تطبيق القرار 2254.

كان الدبلوماسيون الأميركيون قلقين خلال الاجتماع، وبحسب معلومات 'العربية' و'الحدث' سعى الأميركيون إلى إقناع الدول المشاركة بضرورة إعادة الالتزام بالقرار الدولي وبالعملية السياسية في سوريا، وقد أخذ الأمر يومين بعد انتهاء الاجتماع ليصدر البيان.

ربما يكون الزمن بين انتهاء الاجتماع وصدور البيان مؤشرا على العراقيل التي تواجهها واشنطن في تأكيد الالتزام بالقرار، لكن مصادر الاجتماع ومصادر 'العربية.نت' في واشنطن تقول إن السبب تقني فقط ويعود إلى كون المشاركين ذهبوا إلى بلدانهم وإلى مناطق مختلفة، وأخذ الأمر وقتاً للتأكد من الموافقات.

المراوحة والمحاولات

ربما نجح الأميركيون في إصدار البيان، لكنهم لا يبدو أنهم نجحوا في إعادة الأمور إلى حالها، فوزير خارجية الأردن أيمن الصفدي قال في لندن منذ أيام، إنه ستكون هناك تحركات جديدة، وإن الأمور ستكون مبنية على أساس 'خطوة مقابل إنجاز'.

لم يفصّل وزير الخارجية الأردني كل الخطوات وما هو مطلوب لكن معلومات 'العربية.نت' تشير إلى أن الأردن وتركيا متوافقان على أن الولايات المتحدة ليس لديها في المدى المنظور أي حل في سوريا، فيما قضية اللاجئين السوريين على أراضي الدولتين ضاغطة على حكومات هذه الدول وميزانيتها، وتريد كل من عمّان وأنقرة المبادرة لحل المشاكل ولا تريدان انتظار واشنطن.

ما تطرحه العاصمتان على الأميركيين هو أن يتم الوصول إلى خارطة طريق، وكلما حقق النظام السوري مطلباً يقدّم الطرف الآخر خطوة دبلوماسية. ويشمل أحد السيناريوهات أن تعيد سوريا أرقاماً من اللاجئين أو تمنع تهريب المخدرات فيقوم الطرف الآخر بخطوة رسمية تجاه النظام السوري.

أجنحة الإدارة

لا يعترض الأميركيون على أنه من الضروري تحسين أوضاع المواطنين السوريين، وأن على دول العالم والجوار مساعدتهم على تحسين أوضاعهم، وهذا ما أكده المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لهذا التقرير، لكنهم ما زالوا عاجزين عن قيادة مسار يكسر الجمود في الوضع السوري، كما أنهم عاجزون عن ضبط خيارات دول المنطقة في حل مشاكلها.

بعض المعلومات في العاصمة الأميركية تشير إلى أن هنا اختلافاً في مقاربة 'أجنحة' الإدارة الأميركية للوضع في سوريا، فوزارة الخارجية تبدو أكثر تشدداً مع النظام السوري، فيما يبدو العاملون قرب الرئيس الأميركي أكثر براغماتية، بمعنى أن العاملين في البيت الأبيض لا يرفضون محاولة تركيا والأردن حل مشاكلهما بالتحدّث إلى النظام السوري، ويرى المقرّبون من الرئيس جو بايدن أن واشنطن لا يجب أن تعترض على هذه المسارات، 'فالنظام السوري لن يقدّم لهذه الدول الحلول التي تحتاجها على أي حال'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً