نشرت 'إرم نيوز' قصة تحية يحيى، صاحبة الـ 14 عامًا، والتي خرجت من منزلها لجلب الماء من بئر قريبة، لكنها لم تعد لمنزلها كما ذهبت، حيث عادت محمولة على نقالة حملتها إلى مستشفى يعج بعشرات القتلى والجرحى، حيث اعتادت 'تحية' الذهاب كل صباح لإحضار الماء لأسرتها المكونة من 13 فردًا، بسبب عدم توصيل مياه الشرب إلى المنازل.
السودان.. قصة "تحية" المأساوية من دارفور
وعادت تحية هذه المرة على نقالة حملتها إلى مستشفى يعج بعشرات القتلى والجرحى، وتسكن الطفلة مع أسرتها في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، وهي منطقة لطالما اشتهرت بالحروب والنزاعات.
يقول رضوان، وهو شقيق تحية، لـ'إرم نيوز'، إن شقيقته أصيبت برصاصة في رجلها في اشتباكات الجنينة، وتم نقلها لمستشفى الجنينة التعليمي وهي في حالة حرجة جداً، لتمكث فيها ثلاثة أيام، إلا أنها لم تتلق العناية المطلوبة لعدم توفر الخدمات الصحية داخل المستشفى'.
ويؤكد رضوان أن 'الاشتباكات استمرت لأكثر من 12 ساعة متواصلة، وراح ضحيتها مواطنون كثر، فيما تغيب إحصائيات وزارة الصحة'.
وتأسّف رضوان لما حدث في مدينة الجنينة: 'هناك غياب تام لحكومة الولاية غرب دارفور، وتحولت الاشتباكات لنزاع قبلي، وأصبح المواطنون يحملون السلاح للدفاع عن أنفسهم دون تدخل القوات النظامية'.
ويقول رضوان: 'فقدنا منزلنا وأموالنا، ونحن الآن متواجدون داخل معسكر نازحين'.
ويضيف: 'أسرتي مقسمة إلى نصفين؛ قسم داخل المعسكر، وآخر في منطقة مجاورة للمدينة'.
ويتابع رضوان بأسى: 'لا نمتلك أبسط مقومات الحياة (منزل، ملابس، أكل)، ونخاف من المجاعة بعد عمليات النهب في الأسواق، وليست لدينا مدخرات للأكل أو للعلاج'.
ولم يتمكن'إرم نيوز' من مقابلة 'تحية' بسبب وضعها الصحي غير المستقر، ولا التقاط صور لها.
ويؤكد رضوان: 'وضعنا الآن في معسكرات النازحين غير آمن، لأننا مهددون بالخطر في أي وقت، وهناك عدد كبير من حالات الإصابة في المعسكر، قرب أمانة حكومة غرب دارفور، كما أننا معرضون لعمليات القتل أو السرقة وغيرها'.
ويختم رضوان بألم: 'منزلي تعرض لحريق كامل في الاشتباكات، وتحول إلى رماد.. وبسبب فقدان المنزل واستمرار القتال، بتنا الآن في مخيم لنازحين يضم عددا كبيرا من المصابين، دون أدنى رعاية طبية'.
وبدوره، أفاد مصدر في وزارة الصحة السودانية بولاية غرب دارفور، 'إرم نيوز'، بأن 'الوزارة ليست لديها إحصائيات واضحة لعدد ضحايا الاشتباكات في الجنينة'، مبرراً بأن 'الأحداث استمرت بصورة متواصلة لمدة يومين دون توقف، والجثامين انتشرت في الشوارع بطريقة مخيفة جداً'.