أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال العرض العسكري في موسكو اليوم الثلاثاء، الذي جاء بمناسبة النصر في الحرب الوطنية العظمى، أن حربا جديدة تشن اليوم على وطننا، وأن هدف خصوم روسيا يتمثل في تفكيكها وتدميرها، وذلك نقلا عن التليفزيون الروسي.
الرئيس الروسي 'فلاديمير بوتين'
كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم
'مواطنو روسيا الكرام، المحاربون القدامى الأعزاء، الرفاق الجنود والبحارة، العرفاء والرقباء، ضباط الصف، الرفاق الضباط والجنرالات والأدميرالات، الجنود والقادة المشاركون في العملية العسكرية الخاصة، أهنئكم بعيد النصر '.وتابع الرئيس الروسي:' بالعيد المقام على شرف آبائنا وأجدادنا الذين مجدوا أسماءهم وخلدوها مدافعين عن الوطن. وبدفع الثمن رجولة لا تقدر وتضحيات لا تحصى أنقذوا البشرية من النازية، واليوم ها هي الحضارة تقف مجددا عند منعطف حاسم. فضد وطننا تشن مجددا حرب حقيقية، ولكننا تصدينا للإرهاب الدولي وسنحمي كذلك أهالي دونباس ونضمن أمنا، فبالنسبة لنا، لروسيا، لا توجد شعوب غير صديقة ومعادية لا في الغرب ولا في الشرق. وكما الأغلبية الساحقة على كوكبنا نرغب برؤية مستقبل سالم وحر ومستقر، ونعتبر أن أية أيديولوجية فوقية بطبيعتها مثيرة للاشمئزاز وإجرامية وفتاكة. ولكن النخب العولمية الغربية تؤكد كالسابق استثنائيتها، وتحرض الناس ضد بعضهم الآخر وتفتت المجتمع وتثير الصراعات الدامية والانقلابات. وتزرع الكراهية والرهاب الروسي والقومية العنيفة، وتدمر القيم الأسرية والتقليدية التي تجعل من الإنسان إنسانا. وكل ذلك كي تستمر بفرض وإملاء إرادتها على الشعوب وكذلك حقوقها وقواعدها، والتي بماهيتها، منظومة للنهب والعنف والقمع '.
وأضاف:' يبدوا أنهم قد نسوا ما آلات إليه الادعاءات المجنونة للنازيين في الهيمنة العالمية، ومن قضى على هذا الوحش، هذا الشر المطلق، ومن وقف كالسد المنيع من أجل أرض الوطن ولم يبخل بحياته من أجل تحرير شعوب أوروبا، نرى كيف يدمرون بوحشية وبدم بارد النصب التذكارية للمحاربين السوفييت في بعض الدول، ويهدمون تماثيل قادة الجيوش العظماء، ويبنون معبدا حقيقيا للنازيين وأنصارهم، أما ذكرى الأبطال الحقيقيين فيحاولون مسحها وانتقاصها، وهذه السخرية والاستخفاف بمآثر وتضحيات الجيل المنتصر يعتبر أيضا جريمة وانتقاما فاضحا لهؤلاء الذين حضروا بشكل مكشوف وبسخرية لحملة جديدة ضد روسيا، والذين جمعوا لهذا الغرض الدنس النازي الجديد من كافة أنحاء العالم، وهدفهم- ولا جديد أبدا في ذلك- تدمير وتفتيت دولتنا وإلغاء نتائج الحرب العالمية الثانية وتقويض منظومة الأمن العالمي والقانون الدولي بشكل كامل، وخنق أية مراكز تنمية سيادية '.
وأستكمل:' إن الطموحات غير المحدودة والغطرسة والتساهل ستتحول حتما إلى مآسي، هذا هو بالضبط سبب الكارثة التي يعيشها الشعب الأوكراني الآن، حيث أصبح رهينة للانقلاب وللنظام الإجرامي المنبثق عنه ولأسياده الغربيين وأصبح ورقة مساومة في تنفيذ خططهم الوحشية والأنانية، إن ذكرى المدافعين عن الوطن ذكرى مقدسة لنا في روسيا، ونحتفظ بها في قلوبنا. فنحن نكرم أعضاء المقاومة الذين قاتلوا بشجاعة ضد النازية، ونكرم جنود جيوش الحلفاء من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول الأخرى. كما نتذكر ونكرم مآثر الجنود الصينيين في المعركة ضد النزعة العسكرية اليابانية '.
وتابع:' أنا على ثقة من أن تجربة التضامن والشراكة خلال سنوات التصدي للتهديد المشترك تشكل تراثنا الذي لا يقدر بثمن. وهناك دعامة قوية في الوقت الحالي، حيث يزداد زخم التحرك الذي لا رجعة فيه نحو عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلا وقائم على أساس مبادئ الثقة والأمن غير المتجزئ، وتكافؤ الفرص لتحقيق التنمية الحقيقية والحرة لجميع البلدان والشعوب، ومن المهم للغاية أن يجتمع اليوم هنا في موسكو قادة بلدان رابطة الدول المستقلة. أرى في ذلك موقفا يدل على الامتنان لمأثرة أجدادنا، الذين حاربوا وحققوا النصر معا، فجميع دول الاتحاد السوفيتي ساهمت في تحقيق النصر المشترك '.
بوتين: نحن مخلصون لوصايا أسلافنا ولدينا إدراك عميق وواضح لما يعني أن نرتقي لإنجازاتهم العسكرية
' إن المعارك الحاسمة بالنسبة لمصير وطننا الأم قد وسمت دائما بالوطنية والشعبية والقُدسية. نحن مخلصون لوصايا أسلافنا ولدينا إدراك عميق وواضح لما يعني أن نرتقي لإنجازاتهم العسكرية والعملية والأخلاقية ، نفتخر بمشاركي العملية العسكرية الخاصة وبكل من يحارب في الخطوط الأمامية ويعزز الجبهة تحت النار وينقذ الجرحى. واليوم ليس ثمة شيء أهم من عملكم القتالي. فأمن بلادنا ومستقبل دولتنا وشعبينا يعتمد عليكم، وأنتم تنفذون واجبكم العسكري بشرف وتقاتلون من أجل روسيا. ويدعمكم أهاليكم وأطفالكم وأصدقاؤكم وينتظرونكم. وأنا واثق من أنكم تشعرون بمحبتهم اللامحدودة ، لقد تكاتف البلد بأكمله لدعم أبطالنا والجميع جاهزون لمساعدتكم ويصلّون من أجلكم ، أيها الرفاق والأصدقاء! المحاربون القدامى الأعزاء '.
وأختتم كلمته اليوم بـ 'في هذا اليوم تُكّرم كل أسرة في بلدنا المشاركين في الحرب الوطنية العظمى ويتذكر الناس أقاربهم وأبطالهم ويضعون أكاليل الزهور على النُصب التذكارية العسكرية ، ونقف الآن معكم في الساحة الحمراء، على الأرض التي تتذكر جنود يوري دولغوروكي ودميتري دونسكوي والميليشيات الشعبية لمينين وبوجارسكي وجنود بطرس الأكبر وكوتوزوف والعرضين العسكريين في عامي 1941 و1945 ، واليوم يتواجد هنا مشاركو العملية العسكرية الخاصة سواء العسكريون المتعاقدون وأولئك الذين التحقوا بالقوات المسلحة في إطار التعبئة الجزئية وكذلك الجنود من فيالق لوغانسك ودونيتسك والعديد من التشكيلات القتالية التطوعية وأفراد الحرس الوطني الروسي وموظفو وزارة الداخلية وجهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الطوارئ وغيرها من الهيئات الخاصة ، أحييكم أيها الأصدقاء! وأحيي كل من يحارب من أجل روسيا في ساحة المعركة وكل المتواجدين الآن في مواقعهم القتالية ، وخلال سنوات الحرب الوطنية العظمى أثبت أسلافنا الأبطال أنه لا شيء أقوى وأكثر صلابة وأوثق من وحدتنا وليس ثمة أي شيء أقوى من محبتنا لوطننا ، المجد لروسيا! المجد لقواتنا المسلحة الشجاعة! المجد للنصر'.