خلاف في الولايات المتحدة بسبب المساعدات العسكرية لإسرائيل وأوكرانيا.. ما القصة؟

الولايات المتحدة الأمريكية
الولايات المتحدة الأمريكية
كتب : أهل مصر

منذ بدأ عملية طوفان الأقصى في يوم الـ 7 من أكتوبر الماضي، وما أعقبها من عدوان إسرائيلي غاشم على قطاع غزة، تسبب في حصد أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في فتح أبواب ترسانتها العسكرية على مصرعيها للجيش الإسرائيلي.

المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل وأوكرانيا

إرسال آلاف القنابل والمقذوفات الخارقة

وقامت الولايات المتحدة الأمريكية، بإرسال آلاف القنابل والمقذوفات الخارقة للتحصينات وأسلحة محرمة دوليَا، والتي استخدمها الجيش الإسرائيلي في ضرب منازل الفلسطينيين في قطاع غزة وتدمير البنية التحتية، وهو الأمر الذي يضع إدارة بايدن في دائرة الاتهامات التي يتم توجيهها إلى الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.

و هناك أصوات معارضة داخل البيت الأبيض والخارجية وحتى في الكونجرس، تطالب بوقف تقديم المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، على الرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه الإدارة الأمريكية.

مساعدات عسكرية كبيرة لـ أوكرانيا

وتقدم الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات عسكرية كبيرة لـ أوكرانيا منذ بدء الحرب مع جارتها روسيا منذ نحو عامين تقريبًا، ثم جاءت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو ما كلف الموازنة الأمريكية مليارات الدولارات.

وبدأت أصوات تعلو داخل واشنطن بوقف جميع انواع المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، والاقتصار فقط على إسرائيل باعتبارها الحليف الاستراتيجي لأمريكا، ومع التراجع في أداء الاقتصاد الأمريكي والخسائر التي تكبدها.

خلاف في أمريكا بسبب المساعدات لإسرائيل وأوكرانيا

وبدأ الخلاف ينشب بين الحزب الجمهوري وإدارة بايدن الديمقراطي، في الكونجرس، إذ إنه يرى الجمهوريون أن هناك ضرورة قصوى لوقف المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا واستمرار تقديمها إلى إسرائيل.

وتسببت الأزمة المالية التي يمر بها الاقتصاد الأمريكي في تقليص المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا بشكل كبير، ما بين إصرار بايدن والحزب الجمهوري كلا على رأيه، بدأت المساعدات المقدمة إلى إسرائيل تتعرقل.

وأعلن البيت الأبيض رفض الإدارة الأمريكية مشروع قانون مجلس النواب بشأن تقديم المساعدة إلى إسرائيل دون مساعدات إضافية لأوكرانيا.

وقالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض إن 'الإدارة تعمل منذ أشهر مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على التوصل إلى اتفاق للأمن القومي يؤمن حدودنا ويقدم الدعم لشعبي أوكرانيا وإسرائيل. وبينما أصبح النص التشريعي وشيكًا، يأتي الجمهوريون في مجلس النواب بأحدث مناوراتهم السياسية. إن أمن إسرائيل يجب أن يكون مقدسًا، وليس لعبة سياسية'.

وتابعت: 'إننا نعارض بشدة هذه الحيلة التي لا تفعل شيئًا لتأمين الحدود، ولا تفعل شيئًا لمساعدة شعب أوكرانيا في الدفاع عن نفسه، وتحرم المدنيين الفلسطينيين من المساعدة الإنسانية، وأغلبهم من النساء والأطفال'.

وأضافت: 'بدلًا من ذلك، ينبغي على الجمهوريين في مجلس النواب أن يعملوا بطريقة مشتركة بين الحزبين، مثلما تفعل الإدارة ومجلس الشيوخ، بشأن قضايا الأمن القومي الملحة'.

وكان مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكي، قد كشف عن تشريع يقضي بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل بقيمة 17.6 مليار دولار في إطار حربها على حركة حماس، دون تخصيص مساعدات لأوكرانيا، ويتوقع التصويت عليه خلال أيام.

فرض عقوبات على بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية

وكان موقع 'أكسيوس' قال، إن الإدارة الأمريكية فكرت في فرض عقوبات على بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، وكلاهما دافعا عن النقل الجماعي للفلسطينيين من غزة لإفساح المجال أمام المستوطنين الإسرائيليين

واتخذ بن جفير خطوات لتسليح المدنيين الإسرائيليين في أعقاب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر، بحسب صحيفة 'نيويورك تايمز'.

وأضافت الصحيفة أن 'بن غفير تعهد بتقديم 10000 بندقية للبلدات والمدن في جميع أنحاء إسرائيل، بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية'.

وكان قد رفض أمريكيون من أصل فلسطيني دعوة للقاء أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي ، يوم الخميس الماضي، بسبب استيائهم من سياسة واشنطن تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة.

قال نائب جمهوري في لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي، إن اللجنة صاغت مقترحا بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 17.6 مليار دولار.

وقد قدمت واشنطن في منتصف شهر أكتوبر الماضي، حزمة أسلحة جديدة لإسرائيل وأوكرانيا تتجاوز قيمتها ملياري دولار.

وقالت شبكة 'إن بي سي' الأمريكية في تقرير لها، أن 'رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إقامة دولة فلسطينية بعد الحرب في قطاع غزة قد يعقد موافقة مجلس الشيوخ على المساعدات لإسرائيل'.

ومن جانبه قال كريس ميرفي، السيناتور الأمريكي، إن تصريح نتنياهو لا يساعد في كسب مزيد من الأصوات في مجلس الشيوخ على حزمة المساعدات لإسرائيل.

تحضيرات أمريكية لما بعد نتنياهو

سلطت شبكة 'إن بي سي' في تقرير لها، الضوء على الانقسامات والخلافات بين نتنياهو وإدارة بايدن، خاصة فيما يتعلق بمصير الحرب على غزة.

وذكرت شبكة 'إن بي سي'، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أخبر نتنياهو، أنه لا يوجد حل عسكري بشأن مصير حركة حماس، فيما هنالك محاولة من قِبل إدارة الرئيس جو بايدن للتحضير لحكومة ما بعد نتنياهو.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين قولهم: 'الانقسامات بين إدارة بايدن ونتنياهو، باتت أكثر وضوحا منذ زيارة بلينكن لإسرائيل'.

وقالت الشبك، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض كل طلبات الولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارة بلينكن، ما عدا تجنب مهاجمة حزب الله اللبناني.

وأكد المسؤولون الأمريكيون في حديثهم مع شبكة 'إن بي سي'، أن بلينكن أبلغ نتنياهو أنه لا حل عسكريا بشأن مصير حماس، وعلى إسرائيل الاعتراف بذلك'.

ولفت التقرير إلى أن 'إدارة بايدن تتطلع إلى ما بعد نتنياهو، لتحقيق أهدافها في المنطقة'.

ولفت تقرير شبكة 'NBC' إلى أن بلينكن حصل على تعهد من ولي العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، وأربعة قادة عرب آخرين، بالمساعدة في إعادة بناء غزة بعد الحرب.

وفي وقت سابق صرح ثلاثة مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، بأن 'رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض عرضا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتطبيع العلاقات بعد الحرب الدائرة حاليًّا في غزة'.

وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض، في بيان صادر عنه، عن توقف المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا تماما.

توقف المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي عقده، إن واشنطن ستواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، ولكن ليس على مستوى عامي 2022-2023.

وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في حديثه خلال المؤتمر الصحفي: ' سنواصل دعم أوكرانيا لأطول فترة ضرورية، لكن هذا لا يعني أننا سنواصل دعمهم بنفس مستوى التمويل العسكري الذي قدمناه لهم في عامي 2022 و2023'.

وأضاف ماثيو ميلر: 'لن يكون تمويل كييف من الولايات المتحدة وحلفائها ضروريا في المستقبل، لأن هدف الغرب هو أن تكون أوكرانيا قادرة على تزويد نفسها بكل شيء، بما في ذلك الأسلحة'.

وأشار المسئول الأمريكي، إلى أنه حتى الآن لم يتم الوصول إلى هذه النتيجة، مطالبا الكونجرس بتمرير مشروع قانون بشأن التمويل الإضافي لأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، في السياق ذاته، إن واشنطن لم يعد لديها الأموال الكافية لمواصلة دعم أوكرانيا، وأن المساعدات الجديدة تتطلب موافقة الكونغرس.

WhatsApp
Telegram