يرى 75 بالمئة من الأوروبيين أن مستوى عيشهم سيتراجع خلال السنة الراهنة و50 بالمئة منهم تقريبا أنه تراجع فعلا، على ما أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد أوروبارومتر ونشرت في ديسمبر.
ويعتبر 37 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أنهم يواجهون صعوبات في تسديد الفواتير. ويكثر إغلاق مصانع في قطاع انتاج السيارات خصوصا في المانيا. فبين نوفمبر ويناير أعلنت شركة بوش لتجهيزات السيارات إلغاء 2700 وظيفة فيما أكدت "زد اف" اغلاق موقع يوظف 700 شخص و"كونتينتال" إلغاء آلاف الوظائف الإدارية.
وتشدد شارلوت دو مونبلييه، الخبيرة الاقتصادية في مصرف "آي ان جي"، على أن "الصناعة الألمانية تأثرت كثيرا بأسعار الطاقة المرتفعة وتعاني من الانتقال الكهربائي في مجال صناعة السيارات. في الوقت الراهن لا نرى طلبيات كثيرة". قبل أربعة أشهر من الانتخابات الأوروبية، تظهر استطلاعات عدة للرأي تحسنا كبيرا في مجموعة "هوية وديموقراطية" التي تضم التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبن وفلامس بيلانغ البلجيكي و "البديل من أجل ألمانيا" الألماني وحزب الحرية النمسوي.
وقد تصبح هذه المجموعة الكتلة الثالثة في البرلمان الأوروبي متجاوزة الليبراليين في مجموعة "رينيو" التي تسجل نتائج متقاربة جدا مع المحافظين والاصلاحيين الأوروبيين وهم مجموعة أخرى من اليمين الراديكالي تسجل تقدما مع "أخوة إيطاليا" بزعامة جورجيا ميلوني وحزب القانون والعدالة البولندي وفوكس الإسباني.
ويتوقع تييري شوبان أن يحتفظ "الائتلاف الكبير" المؤلف من المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين ورينيو "بالغالبية لكنه سيكون أضعف". وقد تتراجع من 60 بالمئة من المقاعد إلى 54 بالمئة في البرلمان المقبل بحسب دراسة لمركز الأبحاث "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية".
ويمارس اليمين الراديكالي ضغوطا على المؤسسات الأوروبية بدعمه تحرك المزارعين من بين أمور أخرى. وفي حال عزز موقعه نتيجة الانتخابات المقبلة قد يشدد نهجه على صعيد سياسة الهجرة ويعرقل إقرار نصوص كثيرة لا سيما التشريعات البيئية.