نشرت منظمة العفو الدولية، تقريرًا عن إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية، وذلك بعد 6 أشهر من وقوع الفيضانات الكارثية في المدينة، وراح ضحيتها ما لا يقل على 4352 شخصا، فيما لا يزال المتهم في هذا الإهمال الذي أدى إلى الكارثة مجهولًا.
وخلال السطور التالية يوضح 'أهل مصر'، قصة فيضانات مدينة درنة والإهمال الذي أدى إلى الكارثة، من خلال تقرير منظمة العفو الدولية.. إليك القصة كاملة.
4352 قتيلا و45 ألف مشرد جراء فيضانات درنة
ووفقًا لما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية، فبعد 6 أشهر من وقوع الفيضانات الكارثية في درنة، والتي أودت بحياة ما لا يقل على 4352 شخصا، وخلّفت آلافًا من المفقودين، وشردت ما يقرب من 45000 شخص، أحجمت السلطات في ليبيا عن التحقيق في مسؤولية الجهات العسكرية والسياسية المتنفذة عن حصيلة القتلى الكارثية، ولم تضمن منح جميع المتضررين فرصًت متساوية في الحصول على التعويضات، حسب قولهم.وسلط تقرير منظمة العفو الدولية الضوء على حقيقة أن كلا من حكومة الوحدة الوطنية، ومقرها طرابلس، والقوات المسلحة العربية الليبية، التي تسيطر بحكم الأمر الواقع على المناطق المتضررة من الكوارث، تقاعست عن إصدار تحذيرات ملائمة، واتخاذ تدابير أخرى أساسية من أجل تخفيف المخاطر قبل إعصار دانيال، الذي أدّى إلى انهيار سدين في درنة، وهذه الجملة رأى خبراء أنها اتهام للمشير خليفة حفتر، القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية، على أنه الركن الرئيسي في الأضرار الجسيمة التي حلت بالمدينة وسكانها.
الهجوم الناعم على قائد الجيش الوطني الليبي
وفي هذا السياق طرح محللون سياسيون تساؤلًات عن أسباب الهجوم الناعم على قائد الجيش الوطني الليبي شرق البلاد، على الرغم من أن جميع أصابع الإتهام والدلائل والبراهين تؤكد أن السبب وراء هشاشة السدود هو إسراف حكومة الوحدة الوطنية لأموال الشعب الليبي لأغراض شخصية بدلاً من إعمار وتقوية البنية التحتية.
وقال محلل سياسي، إنه وبعيدًا عن من المُقصر سواءً الجيش الوطني الليبي أو حكومة الوحدة الوطنية، فإن للتدخلات الخارجية دورا أساسيا في الانقسام والفوضى السياسية والاقتصادية القائمة في البلاد ولعل أمريكا أحد أهم الأطراف المساهمة في الأزمة الليبية بتدخلها السافر في الشأن الداخلي الليبي.
واستند في حديثه إلى التطورات الأخيرة في المشهد السياسي والعسكري وبالأخص في المنطقة الغربية، إذ إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد وهو ما جاء على لسان كل من المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة.
فيضانات درنة
واشنطن تدفع بالمشير حفتر بعيدا عن المشهد السياسي
فقد قام ريتشارد نورلاند منذ شهر ديسمبر العام الماضي وحتى مارس الجاري، بحسب التقارير، بعدة لقاءات مع جميع الأطراف شرق وغرب ليبيا، وكان الهدف من هذه اللقاءات الاتفاق على أن يتم توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وتعيين المشير خليفة حفتر قائداً لها، بينما تعمل واشنطن على الجانب الآخر، على التجهيز والترويج لقائد اللواء 444 مقاتل، محمود حمزة، على أنه أحد الشخصيات القادرة على تولي منصب القائد العام للجيش الليبي، وهو ما عملت واشنطن على إظهاره خلال زيارة الوفد العسكري التابع لوزارة الدفاع الأمريكية «بنتاغون» جولة تفقدية بمعسكر اللواء 444 قتال التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، وذلك رفقة آمر اللواء العميد محمود حمزة.ويرى باحث سياسي أنه كلما ازداد الحديث على الساحة السياسية حول خطوات تشكيل حكومة موحدة في البلاد للوصول لانتخابات رئاسية، تنتقل واشنطن مباشرة للبحث عن سبل تدفع بالمشير حفتر بعيداً عن المشهد السياسي والعسكري، حيث إنه قبل أكثر من عامين رفعت واشنطن قضية ضد المشير في ولاية فيرجينيا، واليوم تُلقي باللوم على الجيش الوطني الليبي على ما حدث من كارثة إنسانية في درنة، وتستغل الشرخ القائم بين المشير ورئيس الأركان العامة الفريق، عبد الرزاق الناظوري، للتجهيز لانقلاب يُطيح بخليفة حفتر عسكرياً وتشويه سمعته للإطاحة به سياسياً وبالتالي تضمن عدم وجوده في التشكيل الحكومي أو الانتخابات المقبلة بأي صورة من الصور.