اعلان

الاعتراف بفلسطين وقرارات المحاكم الدولية ضد إسرائيل .. المقاومة تحقق نصرا استراتيجيا رغم التضحيات

المجاعة في غزة
المجاعة في غزة

أظهرت المقاومة الفلسطينية حتى الآن قدرتها على إدارة معركة عسكرية وسياسية بامتياز حصدت فيها حتى الان انتصارا استراتيجية بعد أن تجمع لصالح المقاومة الفلسطينية كل نقاط الفوز حتى الآن سواء في الميدان العسكري أو المحافل السياسية، وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال دمر غزة تدميرا كاملا وقتل عشرات الالاف من الشهداء من نساء وأطفال، إلا أن جيش الاحتلال يجد نفسه في وضع الاتهام ليس فقط بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بل وحتي موضع الاتهام على المستوى العملياتي التكتيكي بأنه عاجز عن استخدام كل ما في قبضته من أسلحة حديثة وذخيرة ليس لها حدود في تحقيق أقل انتصار على المقاومة حتى لو مجرد الوصول لجثث أسراها الذين ماتوا في الأسر، بل أن الجيش العبري يجد صعوبة بالغة حتى في إخلاء جرحى وقتلى هذا الجيش الإجرامي من أرض المعركة .

تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الحرب الدائرة في غزة

وبعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية قرارا يلزم إسرائيل بوقف العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وهو قرار لن يجد طريقه للتنفيذ في نهاية المطاف في كل الأحوال، إلا أن هذا القرار سوف يجعل من أى تحرك عسكري إسرائيلي رفح هو اعتداء سافر على الأمن والسلم الدوليين، وفي قرارها المتعلق بطلب جنوب إفريقيا توجيه أمر لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة، أكدت المحكمة ضرورة المحافظة على فتح معبر رفح لتمكين دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لكن أهم ما تضمنه قرار المحكمة هو التأكيد على تشكيل لجنة تحقيق أو تقصي حقائق من الأمم المتحدة للتحقيق في الإبادة الجماعية الموجهة لإسرائيل'.

معايير النصر العسكري والسياسي في حرب غزة

وعلى الرغم من أن معايير النصر العسكري والسياسي تختلف باختلاف السياقات والأهداف والظروف، فلا يمكن اعتبار عدد القتلى والجرحى من كل جانب هو معيار للنصر والهزيمة، بدليل أن الاتحاد السوفيتي السابق فقد في الحرب العالمية الثانية أكثر من 26 مليون قتيل وجريح من بينهم 8 ملايين جندي وضابط، وهو بالتأكيد أكبر من خسائر الجيش الألماني على كل الجبهات، ومع ذلك فإن الاتحاد السوفيتي هو الذي انتصر على الجيش النازي وليس العكس، ولكن بشكل عام، يمكن تحديد بعض المعايير الأساسية التي تقيم مدى تحقيق النصر في كل مجال:

أولاً: معايير النصر العسكري:

الحصول على أهداف الحملة العسكرية: يُعدّ تحقيق الأهداف المحددة للحملة العسكرية من أهم معايير النصر، وتشمل هذه الأهداف عادةً السيطرة على أراضٍ معينة، أو هزيمة عدو محدد، أو حماية مصالح استراتيجية.

إلحاق خسائر كبيرة بالعدو: يقاس النصر العسكري أيضًا بمدى الخسائر التي يتم إلحاقها بالعدو، وتشمل هذه الخسائر الأرواح والمعدات والقدرات العسكرية.

الحفاظ على معنويات القوات: يعد الحفاظ على معنويات القوات المقاتلة عاملًا هامًا في تحقيق النصر، فانهيار المعنويات قد يؤدي إلى هزيمة عسكرية.

السيطرة على الموارد: يمكن أن يُعدّ السيطرة على الموارد مثل الأراضي والمياه والطاقة من معايير النصر العسكري، خاصةً في الحروب الحديثة.

الحد من الخسائر في صفوف القوات الصديقة: يُعدّ تقليل الخسائر في صفوف القوات الصديقة عاملًا هامًا في تحقيق النصر، فكلما قلت الخسائر كلما كان النصر أكثر قيمة.

الحصول على دعم دولي: يمكن أن يعد الحصول على دعم دولي من معايير النصر العسكري، خاصة في الحروب الحديثة التي تتطلب موارد كبيرة وقدرات عسكرية متقدمة.

ثانياً: معايير النصر السياسي:

تحقيق الأهداف السياسية للحرب أو الصراع: يُعدّ تحقيق الأهداف السياسية للحرب أو الصراع من أهم معايير النصر السياسي، وتشمل هذه الأهداف عادةً تغيير نظام الحكم، أو فرض شروط معينة على طرف آخر، أو تحقيق مصالح سياسية محددة.

الحصول على اعتراف دولي: يعدّ الحصول على اعتراف دولي بالنصر السياسي عاملًا هامًا في تعزيز شرعية هذا النصر وقبوله من قبل المجتمع الدولي.

تحقيق الاستقرار السياسي: يعد تحقيق الاستقرار السياسي في أعقاب الحرب أو الصراع من معايير النصر السياسي، فعدم الاستقرار قد يهدد النصر ويؤدي إلى صراعات جديدة.

إعادة الإعمار والتنمية: تعد إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتحقيق التنمية الاقتصادية من معايير النصر السياسي على المدى الطويل، فهي تُساهم في تعزيز استقرار الدولة وتحقيق رفاهية شعبها.

الحصول على تنازلات من الطرف الآخر: يمكن أن يعد الحصول على تنازلات من الطرف الآخر من معايير النصر السياسي، وتشمل هذه التنازلات عادةً تقديم تعويضات أو تغيير سياسات معينة.

الحفاظ على الوحدة الوطنية: يعد الحفاظ على الوحدة الوطنية من معايير النصر السياسي، فانقسام المجتمع قد يهدد النصر ويؤدي إلى صراعات داخلية.

وبالنظر لمعايير النصر والهزيمة السابقة فإن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أى منها، بل ما يبدو من انقسام في الشارع الإسرائيلي وتماسك الجبهة الداخلية في غزة والتفاف أهل غزة حول المقاومة، بالإضافة إلى ما يصدر تباعا من قرارات دولية كلها تصب في صندق الانتصار للمقاومة الفلسطينية .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً