أصبح زعيم حزب 'التجمع الوطني' اليميني المتطرف في فرنسا جوردان بارديلا على مقربة من أن يكون رئيسًا لحكومة فرنسا خلفًا لجابريال أتال، وذلك حال فوز حزبه بأغلبية مطلقة بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المقررة الأسبوع المقبل.
وتصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، التي أقيمت أمس الأحد، حاصدًا أكثر من 33.4% من الأصوات، فيما جاء الائتلاف الرئاسي بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون في المركز الثالث، وفقا لبيانات من وزارة الداخلية الفرنسية.
رئيس الحكومة الأصغر سنًا
وفي حال وصل حزب التجمع الوطني برئاسة جوردان بارديلا (28 عامًا) إلى رئاسة الحكومة، فستكون هذه المرة الأولى التي تحكم فيها فرنسا حكومة منبثقة من اليمين المتطرف، منذ الحرب العالمية الثانية.
كما سيكون بارديلا رئيس الحكومة الأصغر سنًا في تاريخ الجمهورية الخامسة الفرنسية.
وأثارت مسيرة بارديلا السياسية منذ صغره، ورحلة صعوده الاستثنائية من الانسحاب من الدراسة إلى أن يصبح مرشحاً لرئاسة الحكومة إعجاب الكثيرين.
وحسب موقع “يورو نيوز”، ترك بارديلا دراسته الجامعية وانضم إلى حزب الجبهة الوطنية وأصبح سريعاً شخصية قيادية داخل الحزب.
وبفضل خلفيته الشابة وقدرته على جذب الانتباه بفكره الجريء، نجح بارديلا في إثارة اهتمام الساحة السياسية الفرنسية، مما جعله مرشحاً قوياً لرئاسة الحكومة، فمن هو؟.
من هو جوردان بارديلا؟
ولد بارديلا في 13 سبتمبر عام 1995 في مدينة درانسي في ضاحية سين سان دوني الشعبية في العاصمة باريس، وكان في كنف عائلة إيطالية هاجرت إلى فرنسا بحثا عن العمل.
وخلال مقابلته مع قناة 'فرانس 2' التلفزيونية الفرنسية في أبريل الماضي، قال: 'مثل العديد من الأسر التي تعيش في هذه الأحياء، واجهت العنف، حيث رأيت والدتي غير قادرة على تلبية احتياجاتها'.
بعد تفوقه في شهادة البكالوريا، انضم جوردان بارديلا إلى جامعة السوربون حيث درس في كلية الجغرافيا، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية، وانخرط في صفوف حزب الجبهة الوطنية عندما كان عمره 16 عامًا، وسرعان ما تولى منصب سكرتير للحزب عن ضاحية سين سان دوني التي ينحدر منها.
وشغل منصب مستشار إقليمي ومتحدث باسم الحزب ونائب رئيس الحزب على التوالي قبل أن يتصدر قائمة التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية لعام 2019 في سن 23 عامًا فقط.
وفي نوفمبر 2022، تم انتخابه خليفة لمارين لوبان كرئيس للحزب اليميني المتطرف.
وهو حاليًا عضو في البرلمان الأوروبي، ومن المحتمل أن يصبح رئيس وزراء فرنسا.
وخلفت مارين لوبان والدها في قيادة الحزب في عام 2011 قبل أن تطرده من الحزب في عام 2015 في محاولة لإبعاده عن أقصى اليمين المتطرف.
لكن خليفتها الشاب أثبت أنه عامل جذب كبير، حيث اجتذب حشدًا أصغر سنًا للتصويت للحزب.
ورغم ذلك، تبقى مارين لوبان هي الزعيمة الفعلية للحزب، وتظل هي المرشحة الرئيسية للتأثير في القرارات السياسية الهامة، حتى في حال تولي بارديلا رئاسة الوزراء.