أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح ضرورة ملحة.
وأوضح أن هذا الاعتراف لا يسبق المفاوضات، حيث إن التسوية لن تتحقق إلا من خلال الحوار، لكن الاعتراف يسهم في تمهيد الطريق لتفاوض بناء بين دولتين، إحداهما تحتل والأخرى تعاني من الاحتلال.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية أضحى ضرورة ملحة
جاءت تصريحات أبو الغيط خلال كلمته في الاجتماع الوزاري المشترك الذي تناول 'الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام العادل والشامل'، والذي عُقد على هامش الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأشار أبو الغيط إلى أن الهدف من هذا الاجتماع ليس مجرد تكرار الحديث عن الدولتين، بل الانتقال من مرحلة الخطاب إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
وأضاف: 'نتطلع إلى أصدقائنا الذين يؤمنون بحل الدولتين لطرح أفكار وإجراءات فعالة وعملية لجعل هذا الحل واقعاً، فهناك العديد من الأفكار حول ما يمكن القيام به بالفعل، سواء من خلال تفكيك الاحتلال وإضعافه أو دعم الجهود الفلسطينية لإقامة الدولة'.
أشار إلى أن مقاطعة الاستيطان ومنتجاته والأشخاص المعنيين به، بالإضافة إلى السياسيين الذين يدعمونه في الحكومة الإسرائيلية، تُعتبر من أبرز الخطوات التي يمكن اتخاذها للتأثير على سياسات الاحتلال.
وأوضح أن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي صدر في يوليو الماضي يدعم هذه السياسة، حيث يعتبر الاحتلال غير قانوني وجميع آثاره، بما في ذلك الاستيطان، غير قانونية. لذا، يجب الامتناع عن تقديم أي دعم له وفرض العقوبات عليه كلما كان ذلك ممكنًا.
توسيع نطاق السلام والاعتراف وإقامة العلاقات الطبيعية
كما دعا الأمين العام للجامعة العربية جميع الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية المستقلة، والتي لا تزال تتردد في اتخاذ هذه الخطوة، إلى القيام بذلك على الفور فهذه الخطوة لا تحمل دلالة رمزية أو شكلية فحسب، بل تتضمن أيضًا مضامين قانونية وسياسية هامة.
وأضاف قائلاً: 'أشعر في الآونة الأخيرة بقلق حقيقي على استقرار السلام في منطقتنا، حيث إن سلوك إسرائيل غير المسؤول، الذي يسعى لتحقيق مكاسب آنية تتعلق بالسياسة الداخلية، قد يعرض علاقات سلمية استمرت لعقود مع دول عربية مهمة للخطر'.
وأكد أنه لا يمكن الحفاظ على اتفاقيات السلام الحالية أو توسيع نطاق السلام والاعتراف وإقامة العلاقات الطبيعية، إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية، حيث لا يوجد بديل آخر لذلك.
وأضاف أبو الغيط قائلاً: 'كنا نؤمن بهذا التوجه قبل السابع من أكتوبر، واليوم نحن أكثر اقتناعاً بأن المنطقة بأسرها، بما في ذلك إسرائيل، ستظل تعاني من انعدام الاستقرار والأمن الهش والخوف، إذا لم نتحرك فوراً وبعزم حقيقي لتغيير الواقع الذي أدى إلى أحداث السابع من أكتوبر، والذي أوصلنا إلى الوضع المأساوي والخطير الذي نعيشه اليوم'.