اتهمت الأمم المتحدة، ميلشيات الدعم السريع، التي تحظي بدعم كبير من الإمارات، بتنفيذ عمليات قتل جماعي للمدنيين، وقالت السيدة نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، إن التقارير الأولية تشير إلى أن قوات الدعم السريع نفذت هجومًا كبيرًا في جميع أنحاء الولاية بين 20 و25 أكتوبر.
وأضافت مصادر أممية، أن ذلك أدى إلى عمليات قتل جماعي واغتصاب النساء والفتيات ونهب الأسواق والمنازل على نطاق واسع وحرق المزارع.
وجاء ذلك بعد انشقاق قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل. وفي بيان، اتهمت قوات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية بتسليح المدنيين في الجزيرة، واستخدام القوات تحت قيادة كيكل، وتصل نسبة قوات الدعم السريع المنتشرة في ولاية الجزيرة إلى 60-70% وهم من أهل الولاية، وهذا الاتفاق يشكل ضربة للدعم السريع التي تسيطر على ولاية الجزيرة.
اهل مصر الورقي
وقالت السيدة نكويتا سلامي إن 'الجرائم الفظيعة' كانت على نطاق مماثل لتلك التي شوهدت في منطقة دارفور بالسودان العام الماضي، عندما اتُهمت قوات الدعم السريع بـ'التطهير العرقي' للمجتمعات التي يُنظر إليها على أنها معارضة لها.
وقالت السيدة نكويتا سلامي إن عدد القتلى لا يزال غير واضح، لكن التقارير الأولية تشير إلى مقتل العشرات في ولاية الجزيرة، وأشارت ممثلة المنظمة الدولية إلى أن ولاية الجزيرة إلى ساحة معركة رئيسية الأسبوع الماضي بعد أن تعرضت قوات الدعم السريع لضربة قوية عندما انشق أحد قادتها، أبو عاقلة قايقة، وانضم إلى الجيش.
يذكر أن ولاية الجزيرة تمثل شريان الإمداد الرئيسي للجيش بالعاصمة سواء بالمواد الغذائية أو سلع استراتيجية مثل القمح والذرة ومن ثم توزيعه على عدد من الولايات الأخرى حول الخرطوم.
ومن جانبها قالت لجنة مقاومة ود مدني، التي تناضل من أجل إنهاء الصراع والحكم الديمقراطي في السودان، إن قوات الدعم السريع ترتكب 'مجازر واسعة النطاق في قرية تلو الأخرى'، ودعا اتحاد الأطباء السودانيين الأمم المتحدة إلى دفع الجانبين في الصراع إلى الموافقة على ممرات إنسانية آمنة إلى القرى التي تواجه 'إبادة جماعية' على أيدي قوات الدعم السريع الموالية للإمارات .
من جانبه، يحذر صلاح الحميدان، الأمين العام لجبهة تحرير دارفور من أن ميلشيات الدعم السريع تنفذ مخططا جنونيا للهندسة السكانية في معظم مناطق السودان، ويشير الحميدان إلى أن مخطط الهندسة السكانية لم يعد يقتصر فقط على منطقتي دارفور وكردفان المحاذية للحدود مع تشاد، في إشارة أن ميلشيات الدعم السريع تدفع السكان من القبائل السودانية للخروج من البلاد بتنفذ عمليات وحشية للقتل الجماعي واغتصاب النساء والفتيات والاستيلاء على الأموال والذهب وحرق المحاصيل، ويضيف الحميدان أن ميلشيات الدعم السريع تقوم حاليا بعمليات تهجير قسرية للسكان من كل المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك العاصمة الخرطوم ومثلث الجزيرة المحاذية للعاصمة، وتقوم ميلشيات الدعم السريع بجلب سكان من دول إفريقيا الوسطي في رفقة المرتزقة الذين ينضمون للقتال في صفوف الدعم السريع مقابل رواتب مالية مغرية تدل الشواهد على أن الإمارات هي التي توفرها لقائد ميلشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).