في تطور لافت يكشف حجم التوترات داخل المؤسسة الإسرائيلية بشأن ملف الأسرى في قطاع غزة، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن مسؤول أمني رفيع تحذيره من أن "فرصة التوصل إلى صفقة تبادل مع حماس باتت حقيقية، ويُحظر التفريط بها"، مشيرًا إلى أن فصل الشتاء يقترب، وأن "المختطفين قد لا ينجون" في حال استمر الجمود السياسي.
تحذير صادم لعائلات الأسرى
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤول الأمني، الذي وصفته بأنه "ضالع بعمق في مفاوضات صفقة التبادل"، وجّه حديثه بشكل مباشر إلى عائلات المخطوفين المحتجزين في غزة، قائلًا:
"حماس تريد صفقة، وهذه فرصة لا يجب إهدارها… الوضع الصحي والنفسي للمخطوفين في تدهور، ومع دخول الشتاء، قد يصبح الموت أقرب لهم من الحياة".
هذا التصريح أثار حالة من الهلع بين ذوي الأسرى، ودفع بعضهم إلى اتهام الحكومة الإسرائيلية بالتقصير والإهمال المتعمد.
انقسام داخلي في إسرائيل
لكن المفاجأة الأكبر، وفق يديعوت أحرونوت، كانت رد الفعل الغاضب من بعض المسؤولين السياسيين الذين رفضوا تصريحات هذا المسؤول الأمني. ونقلت الصحيفة عن "وزير بارز" في الحكومة قوله للعائلات:
"هناك في جهاز الأمن من يبالغ أو يتحدث من منطلقات شخصية.. حماس ليست على وشك الانهيار، ولا توجد مؤشرات مؤكدة على قرب الصفقة".
وأكد هذا الوزير أن تلك التصريحات "تمثل رأيًا شخصيًا ولا تعبر عن الموقف الرسمي للحكومة".
فقدان ثقة في القيادة
الصحيفة العبرية أشارت إلى أن أغلب عائلات الأسرى باتت أكثر اقتناعًا بموقف طاقم التفاوض الأمني من موقف الحكومة. ونقلت عن أحد أفراد العائلات قوله:"نشعر أن الحكومة تستخدم الملف سياسيًا، بينما من في الميدان يؤكدون أن الصفقة ممكنة لو توفرت الإرادة".
كما نقلت يديعوت عن مسؤول سياسي إسرائيلي – لم تسمّه – قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يوحي للجهات الدولية، خصوصًا من واشنطن، بأن مصير المخطوفين قد حُسم"، متهمًا إياه بالتركيز على "الضحايا الأموات أكثر من الأحياء"، في دلالة على إهماله للجانب الإنساني والسياسي للملف.