تحدثت كارين فون هيبل، المديرة العامة للمعهد الملكي للخدمات، عن التطورات الأخيرة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد على يد فصائل المعارضة السورية بقيادة أحمد الشرع، المعروف بـ'أبو محمد الجولاني'.
تحركات الشرع الجولاني في سوريا
وأشارت إلى التحول الذي أعلنه الجولاني بانفصاله عن جبهة النصرة، المرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة، واتجاهه نحو الاعتدال.
وفي مقابلة مع شبكة CNN، صرحت هيبل: 'من الصعب الجزم بهذا التغيير، فقد بدأ الجولاني كعضو في تنظيم القاعدة وكان متحالفًا مع أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش السابق. ومع ذلك، يدّعي الجولاني الآن أنه غيّر مواقفه وأصبح أكثر اعتدالًا'.
وأضافت هيبل أن الوضع لا يقتصر فقط على هيئة تحرير الشام، التي يقودها الجولاني، بل يشمل أيضًا مجموعة متنوعة من الفصائل المتمردة التي تعمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة.
وأضافت هيبل: 'غالبًا ما يمكن للجماعات التي تجتمع لغرض مشترك أن تحافظ على وحدتها، ولكن عند حدوث تغييرات كبرى، مثل الإطاحة بالنظام، تظهر مخاوف من انهيار الأمور بسهولة. ومع ذلك، حتى الآن، أصدر الجولاني جميع التصريحات التي تبدو في الاتجاه الصحيح'.
الالتزام مع عدم فرض الشرعية الإسلامية في البلاد
وأشارت إلى أن الجولاني أكد احترام حقوق المسيحيين والجماعات الأخرى في سوريا، مع الالتزام بعدم فرض الشريعة الإسلامية في البلاد، كما نقل نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فاينر.
وعلقت هيبل قائلة: 'الكلمات وحدها لا تكفي، والمهم هو ما سيتم تنفيذه على أرض الواقع، أعتقد أن الأمر الصحيح الآن هو متابعة ما يفعلونه، ودعمهم خلف الكواليس لاتخاذ الخطوات الصحيحة.
وتابعت هيبل: 'أعتقد أن السوريين لن يتقبلوا أي نظام حكم صارم جديد، سواء كان دينيًا أو غير ديني. لقد عانوا بما يكفي وأصبحوا مرهقين من الصراعات لهذا، أعتقد أن إرادة الشعب السوري ستبرز بقوة، وأتمنى أن يتمكنوا من الدفع نحو نوع من النظام الديمقراطيلا أستطيع الجزم بما سيبدو عليه الأمر، فالوقت ما زال مبكرًا، لكنني متفائلة بعض الشيء، بالطبع، ستحدث أخطاء كما ستُتخذ قرارات صحيحة'.
وأضافت المحللة: 'حتى الآن، الأخبار إيجابية للغاية في كثير من الأحيان، عندما يحدث فراغ في السلطة، نشهد أعمال نهب وانتقام وجرائم فظيعة، وهذا لم يحدث في سوريا حتى الآن قارنوا ذلك بما جرى في العراق بعد الغزو الأمريكي أو في أماكن أخرى مثل بنما كوسوفو، حقيقة أن هذه الأعمال لم تحدث حتى الآن تشير إلى تطور إيجابي.
دور الجولاني في توجيه الميليشيا
وأشارت إلى دور الجولاني في توجيه ميليشياته لعدم القيام بأعمال تخريب أو مهاجمة المدنيين، ووصفت ذلك بأنه 'علامة مشجعة للغاية'، واستطردت قائلة: 'العلامات المبكرة توحي بأن السوريين يحاولون العودة لحياتهم الطبيعية لا أحد يعود إلى دياره إذا لم يكن لديه بصيص أمل بالطبع، هناك توتر وخوف، وهذا طبيعي، لكن هذا التفاؤل قد يكون نقطة انطلاق مهمة للمستقبل'.