تظل العلاقة بين إسرائيل والأكراد في سوريا ملفاً شائكاً ومعقداً، يحمل في طياته العديد من التحديات والمخاطر. وتشير التطورات الأخيرة إلى أن هذا الملف سيشهد مزيداً من التوتر والتعقيد في الفترة المقبلة، مما يستدعي مزيداً من الحذر والحكمة في التعامل مع هذه القضية الحساسة، وفي قلب التطورات المتسارعة في سوريا، تبرز مسألة التقارب المحتمل بين إسرائيل والأكراد في شمال شرق سوريا كأحد أبرز الملفات التي تشغل الرأي العام الإقليمي والدولي.
وفي نفس الوقت تتزايد التكهنات حول إمكانية تقديم إسرائيل دعماً غير مباشر للأكراد في سوريا، وذلك في ظل التهديدات التركية المتكررة بشن عمليات عسكرية في المنطقة.
هذه التحركات الإسرائيلية المحتملة تهدف، حسب بعض المراقبين، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها إضعاف نفوذ تركيا في المنطقة، خاصة أن أنقرة تعتبر أحد أبرز خصومها الإقليميين. وفي نفس الوقت يرى البعض داخل المؤسسة الحاكمة في اسرائيل أن دعم الأكراد يمثل خطوة استباقية لحماية الأمن القومي الإسرائيلي من أي تهديدات محتملة.
صراع إسرائيلي مفتوح مع تركيا
يختلف الخبراء في تقييمهم لهذا التقارب، ففي حين يرى البعض أنه يمثل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المنطقة، يؤكد آخرون أن إسرائيل تتعامل بحذر شديد في هذا الملف، وأنها لا تسعى إلى الدخول في صراع مفتوح مع تركيا أو الحكام الجدد في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد ، ولكن العميد أحمد رحال، الخبير العسكري والاستراتيجي، يرى أن إسرائيل تركز بشكل أساسي على تأمين حدودها، وأن التقارب مع الأكراد قد يكون مجرد مناورة سياسية لزعزعة استقرار تركيا.
ولكنه في نفس الوقت يشير إلى أن التقارب المحتمل بين إسرائيل والأكراد مخاوف كبيرة لدى الحكومة السورية الجديدة التي تولت السلطة في أعقاب سقوط بشار الأسد، التي ترى في ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية وتهديداً لوحدة أراضيها، كما يخشى البعض أن يؤدي هذا التقارب إلى مزيد من الانقسامات والاضطرابات في سوريا، وتعقيد مسار الحل السياسي للأزمة السورية.
من جهة أخرى، د. فريد سعدون، الباحث السياسي السوري ، اعتبر أن التقارير الإعلامية الإسرائيلية ليست جديدة، بل هي جزء من سياسة إسرائيلية قديمة تهدف إلى استغلال الظروف لتدعيم أمنها. وذكر في تصريحات إعلامية أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول دعم الأكراد، ليست سوى تصريحات إعلامية لا ترتبط بمواقف عملية أو تحالفات حقيقية. كما أكد على أن المساعدات التي تقدمها إسرائيل للأكراد غير عسكرية، وتقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي.