مع إعلان البيت الأبيض فرض 'حملة الحد الأقصى' على إيران تجددت المخاوف من تأثير هذه العقوبات على الاستقرار في الشرق الأوسط والخليج العربي، وفور الإعلان عن توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ تلك العقوبات الجديدة هبطت قيمة الريال الإيراني إلى أدنى مستوى على الإطلاق، إلى 850 ألف ريال مقابل الدولار.
العقوبات الأمريكية على إيران
وتعتبر العقوبات الأمريكية على إيران ملفًا معقدًا ذا تاريخ طويل وتأثيرات واسعة، حيث تم فرض هذه العقوبات على مراحل منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وازدادت حدتها في السنوات الأخيرة.
أهداف وأنواع العقوبات:
أعلنت الولايات المتحدة إن أهداف العقوبات هي منع إيران من تطوير أسلحة نووية، ووقف دعم إيران للإرهاب في المنطقة، بالإضافة إلى دفع إيران إلى تغيير سلوكها في المنطقة، كما شملت العقوبات الأمريكية على إيران عقوبات اقتصادية: تستهدف قطاعات النفط والبنوك والشحن، وتهدف إلى منع إيران من الحصول على العملة الصعبة.
كما تمنع العقوبات المالية الشركات الأمريكية من التعامل مع إيران، وتجعل من الصعب على إيران الوصول إلى النظام المالي العالمي، كما تستهدف العقوبات على الأفراد والكيانات مسؤولين إيرانيين وشركات متهمة بدعم الإرهاب أو تطوير أسلحة نووية.
وعلى صعيد الداخل الإيراني سوف يكون للعقوبات آثار كبيرة على الاقتصاد الإيراني، وسوف تتسبب في المزيد من الانخفاض الحاد في قيمة العملة الإيرانيةـ وارتفاع معدلات التضخم، ونقص في السلع الأساسية، بالإضافة إلى صعوبة في تصدير النفط، وهو مصدر الدخل الرئيسي لإيران.
وترى إيران أن العقوبات غير عادلة وغير قانونية، وتقول إنها تستهدف الشعب الإيراني، إذ تؤكد على أنها ملتزمة بالاتفاق النووي، وأن برنامجها النووي سلمي.
مستقبل العقوبات:
لكن مع ذلك يمكن القول إن العقوبات الأمريكية على إيران كان لها تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني، لكنها لم تحقق جميع أهدافها. فلم تدفع إيران إلى تغيير سلوكها في المنطقة، بل على العكس، زادت إيران من دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة.
كما أن العقوبات أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، مما أثر سلباً على حياة المواطنين الإيرانيين، لكن أخطر ما يقد ينتج عن هذه العقوبات أنها قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة لأن إيران قد ترد على العقوبات بإجراءات انتقامية تشمل دفع الجماعات المسلحة التابعة لها في العراق واليمن، مما يدفع إيران لأن تثير المشاكل لحلفاء أمريكا في الخليج العربي.
ويذكر أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، وقع على مذكرة رئاسية بشأن إيران، والتي وصفها مسؤول أميركي لوكالة رويترز في وقت سابق من اليوم أنها تهدف لإعادة إطلاق حملة 'الضغط الأقصى' على إيران.
وتهدف حملة 'الضغط الأقصى' على الدولة الآسيوية، إلى حرمان طهران من جميع الطرق التي قد تؤدي إلى امتلاكها سلاحاً نووياً. وتشمل ضغوط الحد الأقصى على إيران منع بيع النفط الإيراني إلى دول أخرى، كما تشمل هذه العقوبات وُضع إيران على القائمة السوداء الخاصة بمجموعة العمل المالي.
وقال ترامب إنه كان مترددًا بشأن توقيع المذكرة واصفاً هذا الإجراء بأنه 'صعب للغاية'. وأضاف الرئيس الأميركي: 'نأمل ألا نضطر إلى استخدام المذكرة وسنرى ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق مع طهران'.
وذكر ترامب أن إيران 'قريبة جداً' من امتلاك سلاح نووي، وهو ما لا يمكن أن يحدث. وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيعقد محادثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. وقال ترامب: 'لدينا الحق في منع بيع النفط الإيراني إلى دول أخرى'. وتابع قائلاً 'إذا ردت طهران وحاولت قتلي فسنقضي عليها'.
توقيع الخطة الامريكية لعقوبات الحد الأقصى
وفور الإعلان عن توقيع الخطة الامريكية لعقوبات الحد الأقصى على إيران هبطت قيمة الريال الإيراني إلى أدنى مستوى على الإطلاق، إلى 850 ألف ريال مقابل الدولار، بعدما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باستئناف حملة 'الضغط القصوى' على إيران ، وفق أسوشيتد برس.
ويدعو أمر ترامب، الذي وقعه مساء الثلاثاء، إلى وقف صادرات النفط الإيرانية، والسعي إلى 'إعادة فرض' عقوبات الأمم المتحدة على إيران، إلا أنه أشار أيضا إلى عدم رغبته في فرض تلك العقوبات، وإلى أنه يريد التوصل إلى اتفاق مع طهران.