يعيش سكان قطاع غزة فترة هي الأصعب في التاريخ المعاصر؛ نتيجة لنقص الإمدادات في كافة السلع الغذائية والخدمات، بعد أن أصبح القطاع منهكًا من ويلات الحرب الهمجية التي تقودها إسرائيل على مدار أكثر من 15 شهرًا.
نقص السلع والأدوية ومياه الشرب وغيرها من مقومات الحياة اليومية لشعب يعيش حاليا وسط أنقاض حرب قضت على الأخضر واليابس، فلم تترك جدارًا يسند الآخر ولا سقف يستر أسرة من برد الشتاء القارس، ولا مستشفى يقدم أقل قدر من الخدمات لضحايا الحرب المستعرة التي التهمتهم دون هوادة ولا رحمة.
أحد أبرز نشطاء السوشيال ميديا في قطاع غزة نقل لـ"أهل مصر" ما يعانيه السكان حاليًا من نقص حاد في المواد وكافة مقومات الحياة، مؤكدا أن غزة أصبحت حاليًا مدينة أشباح لا ترى فيها سوى الركام والحطام والدمار الذي يملء كل مكان.
الشاب الفلسطيني أديب سالم عبدالحليم، أكد أنه رغم دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل، إلا أن هناك نقصًا حادًا في السلع، لأن قطاع غزة حاليا أصبح شبه متوقف عن عجلة الحياة اليومية العادية، مؤكدا أن هناك شحًا كبيرًا بالسلع إضافة إلى ارتفاع جنوني في المتوفر منها، فما بال القرار الجديد المجرم بغلق المعابر أمام المساعدات.
وحول أجواء رمضان في غزة، قال "سالم"، إن أهالي القطاع استقبلوا الشهر الكريم بكثير من المعاناة والألم الذي يتخلله فرحة الشهر الكريم، مشيرا إلى أن بعض السكان حاولوا صناعة نوع من البهجة والفرحة وسط المعاناة التي يعيشها السكان؛ عبر تنظيم موائد للإفطار والسحور في خان يونس ومدينة رفح الفلسطينية.
بينما أضاف أحمد زكريا خليفة معلم حاسبات ومعلومات في إحدى مدارس قطاع غزة، أن المساعدات التي تدخل عبر المنافذ الحدودية إلى قطاع غزة لا تفي بـ5٪ من احتياجات سكان القطاع، مؤكدا أن غزة تحولت إلى أكثر الأماكن فقرا وجوعا ومرضا في العالم؛ خاصة مع انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة تدمير البينة التحتية للصرف الصحي لكافة أرجاء القطاع.
وحول محاولات التهجير، أكد "خليفة"، أنه لا يوجد فلسطيني واحد ينوي التنازل أول الخروج من الأرض تحت أي مسمى أو ظروف حتى لو كانت وعود إعادة الإعمار مجددا، مشددا على أن سكان القطاع يرفعون شعارا واحدا لا بديل له "نحن أصحاب الأرض".
وأضاف أن هناك حالة من التخوف الكبير لدى أهالي غزة من عدم التزام الحكومة الإسرائيلية باتفاق الهدنة الذي من المفترض أن ينتهي بإعادة إعمار قطاع غزة ووقف القتال وآلة الحرب والتدمير التي عاشاها السكان طيلة الأشهر الماضية.
واختتم ناقلا أصوات أهالي غزة المطالبين بضرورة تدخل المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية والإسلامية واتخاذ موقف عاجل ومساند لمصر والأردن في رفضهما لتهجير سكان القطاع إلى خارجه، إضافة إلى البدء الفوري في إعادة إعمار القطاع المدمر كليا وبث روح الحياة فيه مجددا.