ads
ads

منظمة هندوسية تتحكم في صعود اليمين المتطرف في الهند

الهند
الهند

كشف تحليل جديد عن الدور المركزي الذي تلعبه منظمة هندوسية قديمة في صعود اليمين المتطرف في الهند، وهي منظمة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ"، التي تعد اليوم واحدة من أكثر الحركات اليمينية تطرفاً على مستوى العالم.

وتشير الدراسة إلى أن المنظمة أسسها كيشاف باليرام هيدغوار عام 1925 كصالة تدريب شبه عسكرية للشباب الهندوسي، في سياق مخاوف من الانقسام داخل المجتمع الهندوسي. ومع مرور الوقت، تحولت المنظمة إلى شبكة واسعة ومعقدة تهدف إلى ترسيخ القومية الهندوسية في الحياة اليومية والسياسية، سواء داخل الهند أو بين الجاليات الهندية في الخارج.

وأكد الباحث أن المنظمة تستخدم شبكة ضخمة من المؤسسات المدنية والخدمية، بما فيها مدارس، وجامعات، ومراكز تدريب، وملاجئ للشباب المهمش، إضافة إلى أنشطة ثقافية ورياضية ودينية، لتجنيد أجيال جديدة من الكوادر المؤيدة للمشروع القومي الهندوسي، بطريقة ناعمة ومرنة، بعيداً عن العنف الصريح.

وأشارت الدراسة إلى أن المنظمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحزب بهاراتيا جاناتا اليميني، الذي يقود الحكومة الهندية منذ أكثر من عقد، وكان رئيس الوزراء ناريندرا مودي نفسه عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة.

وتعمل "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" اليوم في أكثر من 40 دولة من خلال مدارس وجمعيات خيرية ومعابد ومراكز أبحاث، بهدف تعزيز النفوذ الهندوسي على مستوى عالمي. وبحسب الباحث، فإن غالبية هذه المنظمات تبدو مدنية وخدمية، لكنها تشكل في الواقع آلية طويلة المدى لإعادة تشكيل المجتمع وفق أيديولوجيا تفوق الهندوس.

وأوضح التحليل أن المنظمة تدير أكثر من 400 نزل تعليمي للشباب، خصوصاً من المجتمعات المهمشة، حيث يتم توجيههم تدريجياً نحو تبني أفكار سياسية ودينية متطرفة، ما يضمن استدامة المشروع القومي الهندوسي على المدى الطويل، حتى في حال تغيّر موازين القوى السياسية أو خسارة الانتخابات.

ويشير الباحث إلى أن هذا النموذج، الذي يعتمد على تعبئة المجتمع المدني بشكل ممنهج، ليس محصوراً بالهند فقط، بل يُلاحظ تكراره في دول أخرى مثل ميانمار، والمجر، والولايات المتحدة، حيث استخدمت شبكات المجتمع المدني لدعم حركات يمينية متطرفة وصعودها إلى السلطة.

ويخلص التحليل إلى أن تهديد اليمين المتطرف لا يأتي بالضرورة من ميليشيات سرية أو أعمال عنف واضحة، بل غالباً من شبكات قانونية وعلنية، منظمة بعناية داخل المجتمع المدني، وأن مواجهتها تتطلب تنظيماً مماثلاً على مستوى المجتمع والسياسة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً