ads

تسريبات: عدد قوات كتائب البراء في السودان يبلغ 150 ألف مقاتل يشملون وحدات في المدرعات والمشاة والاحتياطي المركزي ( خاص + تحليل )

الجيش السوداني
الجيش السوداني

كشفت مصادر دبلوماسية لجريدة أهل مصر أن التقديرات تشير إلى أن عدد قوات كتائب البراء يبلغ نحو 150 ألف مقاتل، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المستنفرين الذين يتأثرون بأفكار إسلامية. وقالت مصادر دبلوماسية إن السودان يعيش حاليا حالة مما وصفتها المصادر، ب ' فوضى السلاح ' ووفقا للمصادر'، فإن لكتيبة البراء بن مالك تمثيلًا وتواجدًا في وحدات تابعة لفرقتين عسكريتين سودانيتين على الأقل، وهما سلاح المدرعات وسلاح المشاة. بالإضافة إلى ذلك، يُشير التقرير إلى وجود عناصر تابعة للكتيبة في موقع ثالث يتمثل في قوات الاحتياطي المركزي، وهي قوة أمنية سودانية سبق أن فرضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات بسبب تورطها في قمع المظاهرات السلمية التي شهدتها البلاد.

برزت 'كتيبة البراء بن مالك'، التي يُشار إليها أيضًا بـ 'لواء البراء بن مالك'، كقوة إسلامية فاعلة تعمل في إطار حركات المقاومة الشعبية المنتشرة في البلاد. وتُعد هذه الكتيبة جزءًا من شبكة واسعة من القوات والفصائل المسلحة التي تشكلت في السودان، وتُظهر ارتباطًا وثيقًا بـ 'قوات الدفاع الشعبي'، وهي منظمة شبه عسكرية كانت تتمتع بنفوذ كبير خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، وتُعرف حاليًا باسم 'كتائب الظل'. وقد أظهرت كتيبة البراء بن مالك نشاطًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث انخرطت بشكل فعال في دعم صفوف القوات المسلحة السودانية في معاركها المستمرة ضد قوات الدعم السريع، مما يسلط الضوء على تحالفات جديدة وديناميكيات متغيرة في الصراع الدائر. ويُعد ظهور هذه الكتيبة وتأثيرها المتزايد مؤشرًا على تعمق دور الجماعات ذات الخلفية الإسلامية في تشكيل مستقبل الصراع في السودان.

منذ عام 2019، شرعت كتيبة البراء بن مالك، جنبًا إلى جنب مع الحركة الإسلامية الأوسع في السودان، في عملية إعداد وتجهيز مقاتليها بشكل منهجي. وتُشير التقارير إلى وجود اتصالات وروابط بين هذه الكتيبة وبعض الضباط داخل جهاز المخابرات العسكرية السودانية، مما يعكس مستوى من التنظيم والتنسيق. ومع اندلاع الحرب في السودان في الخامس عشر من أبريل عام 2023، انخرطت كتيبة البراء بن مالك بشكل فعال ونشط في القتال إلى جانب القوات المسلحة السودانية في معاركها المستمرة ضد قوات الدعم السريع، وقد تكبدت الجماعة خسائر بشرية متعددة في مختلف جبهات القتال. وتُعد المعارك التي خاضها مقاتلو البراء بن مالك داخل وحول الوحدات العسكرية في العاصمة الخرطوم من بين أكثر المواجهات دموية بالنسبة لهم.

البرهان يزور المصباح أبو زيد قائد كتائب البراء

وقد وثقت العديد من مقاطع الفيديو المصورة مشاركة كتيبة البراء بن مالك بشكل مباشر وفعال في خضم هذه المعارك الدائرة في السودان، مما يؤكد على دورها العملياتي على الأرض. وتتبنى هذه المجموعة، التي يقودها المصباح أبو زيد، أيديولوجية إسلامية ذات توجهات متشددة. وقد حظي أبو زيد، الذي أصيب خلال الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الخرطوم، بزيارة من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، في أحد المستشفيات بمدينة عطبرة. وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر أبو زيد وهو يردد شعارات ذات طابع متشدد ويدعو صراحة إلى 'الجهاد' ضد قوات الدعم السريع. ويُذكر أن قياديًا آخر بارزًا في الكتيبة، وهو أنس عمر، كان عضوًا نافذًا في حزب المؤتمر الوطني المنحل، وقد تم اعتقاله من قبل قوات الدعم السريع في السادس عشر من مايو عام 2023. كما شهدت الكتيبة فقدان قيادي آخر هو محمد الفضل عبد الواحد عثمان، الذي سبق له أن أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية، وقد لقي مصرعه أثناء القتال في شهر يونيو من عام 2023. هذه الوقائع تسلط الضوء على طبيعة القيادات في الكتيبة وتوجهاتها الأيديولوجية، بالإضافة إلى الخسائر التي تكبدتها في سياق الصراع الحالي.

سمات ظاهرة فوضى السلاح في السودان

ووفقا للمصادر الدبلوماسية تسم فوضى السلاح في السودان بانتشار واسع وغير منظم للأسلحة بين مختلف الأطراف، بما في ذلك القوات النظامية وشبه العسكرية، والحركات المسلحة، والميليشيات القبلية، وحتى المدنيين. ويمكن وصف هذه الفوضى بعدة جوانب رئيسية:

انتشار واسع النطاق: الأسلحة متوفرة بكميات كبيرة وفي مناطق واسعة من البلاد، ولم تعد مقتصرة على مناطق النزاع التقليدية.

تعدد مصادر السلاح: يأتي السلاح من مصادر متنوعة، بما في ذلك مخزونات الجيش والدعم السريع، وتهريب الأسلحة عبر الحدود مع دول مجاورة ، وتصنيع محلي غير قانوني، بالإضافة إلى أسلحة يتم الاستيلاء عليها خلال النزاعات.

ضعف السيطرة الحكومية: تعاني الحكومة المركزية من ضعف في قدرتها على فرض سيطرتها على تدفق الأسلحة وحيازتها، خاصة في ظل النزاعات والاضطرابات الأمنية المستمرة.

تسليح المدنيين: لجأ العديد من المدنيين إلى اقتناء الأسلحة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم في ظل غياب الأمن وتصاعد أعمال النهب والعنف.

أسواق سوداء للأسلحة: ظهرت أسواق غير قانونية لتجارة الأسلحة والذخائر في بعض المناطق، مما يسهل الحصول عليها لمن يرغب في ذلك.

استخدام السلاح في النزاعات القبلية: تفاقم النزاعات القبلية بسبب سهولة الحصول على الأسلحة، مما يزيد من حدة العنف والخسائر البشرية.

خطر على الأمن الإقليمي: يمثل انتشار السلاح في السودان تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي، حيث يمكن أن تتسرب الأسلحة إلى دول الجوار وتغذي نزاعات أخرى.

أسباب فوضى السلاح:

الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة: الصراعات الطويلة الأمد في مناطق مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق أدت إلى تدفق كبير للأسلحة وانتشارها بين مختلف الفاعلين.

ضعف الدولة وعدم قدرتها على السيطرة: عدم قدرة الحكومة على بسط سيطرتها الكاملة على أراضي البلاد وحدودها سمح بتجارة وتهريب الأسلحة.

التدخلات الإقليمية والدولية: يرى بعض الخبراء أن التدخلات الخارجية في الشأن السوداني ساهمت في إمداد بعض الأطراف بالسلاح.

تفكك الدولة وانهيار المؤسسات الأمنية: النزاع الأخير بين الجيش والدعم السريع أدى إلى تفكك جزئي للدولة وانهيار بعض المؤسسات الأمنية، مما زاد من صعوبة السيطرة على السلاح.

الاستقطاب القبلي والجهوي: أدى الصراع إلى استقطاب حاد على أسس قبلية وجهوية، مما دفع بعض القبائل إلى التسلح لحماية نفسها أو دعم أحد طرفي النزاع.

تأثيرات فوضى السلاح:

تفاقم النزاعات والعنف: سهولة الحصول على السلاح يزيد من حدة النزاعات القائمة ويشجع على اندلاع صراعات جديدة.

انتهاكات حقوق الإنسان: انتشار السلاح يؤدي إلى زيادة حوادث القتل والنهب والاغتصاب وغيرها من الانتهاكات التي يرتكبها أفراد غير مؤهلين لحمل السلاح.

زعزعة الأمن والاستقرار: يصبح المجتمع أكثر عنفًا وغير آمن، مما يعيق جهود التنمية والإعمار.

عرقلة جهود السلام: وجود أطراف مسلحة متعددة يصعب عملية التفاوض وتحقيق سلام دائم.

تأثيرات اقتصادية واجتماعية: النزاعات المسلحة وفقدان الأمن يؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية ونزوح السكان وتفكك النسيج الاجتماعي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً