في تطور لافت وصف لأنه يؤشر لتآكل داخل السلفية الجهادية على اختلاف فصائلها، أفادت مصادر إخبارية مطلعة باعتقال قوات الأمن السورية مؤخرًا قياديين بارزين في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خلال تواجدهما على الأراضي السورية. ولم تكشف التقارير حتى الآن عن ملابسات عملية الاعتقال، إلا أن هذا الإجراء يأتي في ظل تحولات سياسية وأمنية تشهدها المنطقة. ويُذكر أن حركة الجهاد الإسلامي تعتبر من الفصائل الفلسطينية النشطة، ولها تواجد في عدة دول بالمنطقة. من شأن هذا الاعتقال أن يثير تساؤلات حول مستقبل الحركة وعلاقاتها مع الأطراف الإقليمية الفاعلة، خاصة في ظل التغيرات الجارية على الساحة السورية. ويتوقع مراقبون أن تتضح المزيد من التفاصيل حول هذا الحدث خلال الساعات أو الأيام القادمة.
سرايا القدس تكشف أسماء المعتقلين من حركة الجهاد الإسلامي
أصدرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بيانًا يوم الأربعاء أكدت فيه احتجاز اثنين من مسؤوليها البارزين لدى السلطات السورية منذ خمسة أيام. وأوضح البيان أن المعتقلين هما خالد خالد، المسؤول العام للحركة في سوريا، وياسر الزفري، المسؤول عن لجنتها التنظيمية. ويأتي هذا الإعلان الرسمي من "سرايا القدس" ليؤكد التقارير الأولية التي تحدثت عن اعتقالات في صفوف الحركة، مما يضيف بعدًا رسميًا للحدث ويزيد من التساؤلات حول دوافع وتداعيات هذا الإجراء من قبل السلطات السورية. من المتوقع أن يلقي هذا التطور بظلاله على علاقات الحركة مع الأطراف المعنية وتطورات الأوضاع في المنطقة.
الجهاد الإسلامي تتحدث عن " علاقات تاريخية " و " طريقة لم نكن نتنمنى أن نراها من أخوة "
في سياق متصل بعملية الاعتقال الأخيرة لقياديين بارزين في حركة الجهاد الإسلامي، نقلت مصادر إخبارية عن الحركة استيائها الشديد من الطريقة التي تعاملت بها السلطات مع عملية القبض على الرجلين. وأوضحت الحركة، بحسب التقارير، أن السلطات ألقت القبض عليهما "دون توضيح أسباب الاعتقال وبطريقة لم نكن نتمنى أن نراها من إخوة"، في إشارة مبطنة إلى العلاقات التاريخية التي جمعت الحركة بأطراف إقليمية معينة. وشددت الحركة في تصريحاتها على مطالبتها بـ "الإفراج الفوري" عن القياديين المعتقلين، معربة عن أملها في تسوية هذا الأمر بما يخدم "وحدة الصف" و"المصالح المشتركة". ويُنتظر أن تتضح خلال الساعات القادمة ردود الفعل الرسمية على هذه التصريحات ومآلات هذه التطورات المتسارعة.
تداعيات الاعتقالات على مستقبل حركة الجهاد الإسلامي وعلاقاتها الإقليمية
وأكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية السورية في تصريح مقتضب لوكالة رويترز صحة نبأ إلقاء القبض عليهما. ومع ذلك، امتنع المسؤول عن تقديم أي تفاصيل إضافية أو إجابات على أسئلة لاحقة وجهت إليه من قبل الوكالة حول الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذا الإجراء الأمني. ويُبقي هذا الغموض المحيط بعملية الاعتقال الباب مفتوحًا أمام التكهنات والتساؤلات حول دوافع السلطات السورية وتداعيات هذه الخطوة على مستقبل حركة الجهاد الإسلامي وعلاقاتها الإقليمية.
تُعد حركة "الجهاد الإسلامي" من أبرز الفصائل الفلسطينية المسلحة على الساحة، بيد أنها تكتنف قدراً كبيراً من الغموض والتعقيد على صعيدي تاريخها وأيديولوجيتها. وعلى الرغم من دورها المحوري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يزال فهم جذورها الفكرية وتطورها التاريخي يمثل تحدياً للباحثين والمراقبين. وتتميز الحركة بخطابها الراديكالي والتزامها بالكفاح المسلح لتحرير فلسطين، مما يجعلها لاعباً مؤثراً في الديناميات السياسية والأمنية في المنطقة، وإن ظلت تفاصيل بنيتها الداخلية وعلاقاتها الإقليمية محاطة بسرية نسبية.
تُعرف هذه الحركة بأنها منظمة صنفتها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضمن الكيانات الإرهابية. وقد استطاعت أن تنمو وتوسع نفوذها لتصبح ثاني أكبر قوة مسلحة فاعلة في قطاع غزة، بالإضافة إلى كونها ثالث أكبر حركة في الضفة الغربية بعد كل من حركة حماس وحركة فتح، ما يعكس حضورها وتأثيرها المتزايدين في المشهد الفلسطيني. وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على نشأتها، وحتى بعد إصدارها أول بيان علني في الحادي عشر من ديسمبر عام 1987، ظل وجود هذه الحركة يكتنفه قدر كبير من السرية والغموض، مما جعلها واحدة من أكثر الأسرار التي حافظت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية. وقد ساهم هذا التكتم الشديد في تعزيز قدرتها على العمل والتنظيم بعيدًا عن أعين الرقابة لفترة طويلة، مما أضفى على أنشطتها طابعًا خاصًا ومميزًا في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتنتمي الحركة لتيار السلفية الجهادية وهو نفس تيار جماعة جبهة النصرة التي صعدت للحكم في سوريا ونصبت زعيمها أحمد الشرع رئيسا للبلاد بعد هروب بشار الأسد مما يعطي مؤشرات على صدام داخلي نادر داخل صفوف التيارات الجهادية التي تنتمي لنفس الفصيل .