في تطور لافت، يأتي وصف دولة الإمارات العربية المتحدة للحكومة السودانية الحالية بأنها "غير شرعية" ليفتح الباب واسعًا أمام تفسيرات جديدة ومثيرة للجدل حول دور الإمارات في الأزمة السودانية. فبينما قد يُنظر إلى هذا التصريح على أنه موقف مبدئي ضد الانتهاكات والتجاوزات المرتكبة خلال الحرب الأهلية، يرى مراقبون آخرون أنه يمثل اعترافًا ضمنيًا بتدخل الإمارات في الشأن الداخلي السوداني، بل وربما تورطها بشكل أو بآخر في الصراع الدائر.
"غير شرعية": تجاوز لحياد الدولة وانحياز لطرف؟
إن وصف دولة لحكومة أخرى بأنها "غير شرعية" يعتبر موقفًا سياسيًا بالغ الدلالة، ويتجاوز عادةً حدود الحياد الدبلوماسي الذي يفترض أن تلتزمه الدول في تعاملها مع النزاعات الداخلية في دول أخرى. فبدلًا من الدعوة إلى الحوار بين جميع الأطراف السودانية، يمثل هذا الوصف انحيازًا واضحًا ضد طرف رئيسي في الصراع، وهو الحكومة القائمة.
ويرى منتقدو هذا التصريح أنه يقوض مبدأ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو مبدأ أساسي في العلاقات الدولية. كما أنه يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الإمارات تسعى من خلال هذا الموقف إلى التأثير على ميزان القوى في السودان ودعم طرف آخر تعتبره أكثر شرعية أو توافقًا مع مصالحها.
اعتراف ضمني بالتدخل: تجاوز للخطوط الحمراء؟
يذهب بعض المحللين إلى أبعد من ذلك، معتبرين أن وصف الإمارات للحكومة السودانية بـ"غير شرعية" يمثل اعترافًا ضمنيًا بتدخلها في الشأن الداخلي السوداني. فالدولة التي تحدد شرعية حكومة أخرى تتجاوز دور المراقب أو الوسيط، وتضع نفسها في موقع الحكم والتقييم، وهو ما يعتبر تقليديًا تدخلاً في الشؤون الداخلية.
ويتساءل هؤلاء المحللون عما إذا كانت الإمارات تمتلك معلومات أو تقييمات خاصة للأوضاع في السودان دفعتها إلى اتخاذ هذا الموقف الحاد، وما إذا كانت هذه المعلومات أو التقييمات تستند إلى تفاعلات أو دعم مباشر أو غير مباشر لأطراف معينة في الصراع.
ارتباط محتمل بـ"التورط في الحرب الأهلية": دعم خفي لأطراف معينة؟
في سياق الاتهامات السابقة بتورط الإمارات في الحرب الأهلية السودانية عبر تقديم دعم لوجستي أو معلوماتي لأحد الأطراف، فإن وصف الحكومة بـ"غير شرعية" قد يُنظر إليه على أنه خطوة تصعيدية تدعم هذه الاتهامات. فإذا كانت الإمارات تعتبر الحكومة غير شرعية، فهل يعني ذلك أنها تدعم قوى أخرى تسعى للإطاحة بها؟
يثير هذا التساؤل مخاوف من أن يكون الموقف الإماراتي الجديد بمثابة ضوء أخضر أو دعم معنوي لأطراف معينة في الصراع، مما قد يشجع على استمرار القتال وتقويض فرص التوصل إلى حل سلمي وشامل للأزمة.