مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة على خلفية الصراع الإسرائيلي-الإيراني، وجهت إسرائيل تحذيرًا شديد اللهجة إلى 'حزب الله' اللبناني، مهددة بضرب كل من يهدد أمنها. يأتي هذا التحذير بعد تصريحات الأمين العام لـ 'حزب الله'، نعيم قاسم، بأن الحزب 'سيتصرف بما يراه مناسبًا'. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن صبر بلاده نفد مع 'الإرهابيين' الذين يهددونها، في إشارة واضحة إلى 'حزب الله'. هذه التصريحات تعكس قلقًا إسرائيليًا متزايدًا من إمكانية انخراط 'حزب الله' بشكل مباشر في أي مواجهة إقليمية بين إسرائيل وإيران.
رفض لبناني للاصطفاف ودعوات للحياد
في المقابل، رفضت القوى السياسية اللبنانية بشكل قاطع انحياز 'حزب الله' إلى جانب إيران في هذا الصراع. دعت هذه القوى إلى ضرورة التزام لبنان بسياسة الحياد للحفاظ على استقراره وتجنيبه ويلات حرب لا ناقة له فيها ولا جمل. شددت القوى السياسية على أن قرار السلم والحرب هو بيد الدولة اللبنانية وحدها، وليس بيد أي طرف آخر.
هذا الموقف أكدته الحكومة اللبنانية، التي ناقشت الجانبين الأمني والسياسي للوضع المتوتر خلال اجتماعها مساء أمس. وأعادت الحكومة التأكيد على مضمون بيانها الوزاري وخطاب القسم للرئيس جوزيف عون، ما يعكس إجماعًا رسميًا على ضرورة حماية لبنان من أي انزلاق نحو صراع إقليمي.
تصعيد عسكري إسرائيلي في جنوب لبنان
على صعيد متصل، كثفت إسرائيل من عملياتها العسكرية وملاحقتها لعناصر 'حزب الله' في جنوب لبنان خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، بالتزامن مع وتيرة التصعيد بين إسرائيل وإيران. أسفرت خمس استهدافات إسرائيلية عن مقتل خمسة أشخاص. وفي ساعات المساء، شنت غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع جبلية وأودية في جنوب لبنان، مما يشير إلى تصعيد ميداني محتمل.
يأتي هذا التطور في ظل مخاوف متزايدة من تداعيات أي مواجهة واسعة النطاق في المنطقة، حيث يظل لبنان في موقف حرج، يسعى للحفاظ على استقراره وأمنه في خضم هذه التوترات المتصاعدة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
