ads

ضربات إيران تعزز قناعة بيونج يانج: السلاح النووي ضمانة البقاء الوحيدة

رئيس كوريا الشمالية
رئيس كوريا الشمالية

في مقال تحليلي نشرته صحيفة 'نيويورك تايمز'، يرى الكاتب ويليام هينغان أن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على البنية النووية الإيرانية عززت قناعة راسخة لدى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بأن امتلاك السلاح النووي هو الضمانة الوحيدة لبقاء نظامه. ويشير المقال إلى أن هذه الضربات، التي استخدمت فيها قنابل ضخمة تزن كل منها 30 ألف رطل، قد رسخت هذا الاعتقاد القديم لدى بيونج يانج.

كوريا الشمالية في موقع قوة نووية

يُسلط المقال الضوء على الفارق الجوهري بين الوضع النووي لإيران وكوريا الشمالية؛ فبينما استُهدفت المنشآت الإيرانية، تمتلك كوريا الشمالية بالفعل ترسانة نووية كبيرة. وتُقدر هذه الترسانة بنحو 50 رأسًا حربيًا، مع 40 آخرين قيد التصنيع، إضافة إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات يُحتمل أن تصل إلى مدن أميركية كبرى.

ويرى هينغان أن غياب التهديد الأميركي المباشر لكوريا الشمالية، مقارنة بالغارات الجريئة على إيران، قد عزز موقف كيم، لا سيما مع التطورات الأخيرة في قدراتها النووية وتحالفاتها الإقليمية، ومنها الاتفاق الدفاعي الأخير مع روسيا.

يُوضح الكاتب أن واشنطن، على الرغم من تمسكها بشعار 'نزع السلاح النووي الكامل والقابل للتحقق ولا رجعة فيه'، لم تُحقق أي تقدم دبلوماسي ملموس مع بيونغ يانغ على مدار العقود الماضية. فدعوات الرئيس بايدن في عام 2021 للحوار دون شروط مسبقة لم تلقَ أي استجابة من كوريا الشمالية.

وفي ظل ما يبدو أنه عدم انشغال إدارة ترامب بالملف الكوري في ولايتها الثانية، يرى هينغان أن الوقت قد حان لواشنطن لتغيير نهجها، خاصة بعد فشل الضربة الجوية في شل البرنامج النووي الإيراني بشكل حاسم.

يدعو المقال إلى تبني نهج جديد يعترف بالواقع النووي لكوريا الشمالية كأمر واقع، دون أن يعني ذلك شرعنة هذا الواقع. ويُشير الكاتب إلى أن التعاطي الدبلوماسي الواقعي قد يُفضي إلى تجميد البرنامج النووي الكوري الشمالي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وعلى الرغم من أن هذا الخيار لا يخلو من المخاطر السياسية، خاصة تجاه حلفاء الولايات المتحدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية، إلا أنه قد يكون السبيل الوحيد لتجنب مواجهة غير محسوبة.

مواقع نووية واستراتيجية كورية شمالية حيوية

يستعرض المقال عددًا من المواقع الاستراتيجية في البرنامج النووي الكوري الشمالي، بما في ذلك:

مجمع يونغبيون: الذي يُنتج البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب.

منشأة كانغسون: التي كُشف عنها مؤخرًا.

موقع بونغيي-ري: موقع التجارب النووية الذي شهد ست تجارب نووية منذ عام 2006.

مصنع الصواريخ في هامهونغ: الذي يُنتج صواريخ تُصدر إلى روسيا وتُستخدم في أوكرانيا.

موقع سوهه: على الساحل الغربي، حيث تُختبر منظومات الصواريخ.

ويُختتم المقال بالتحذير من أن تجاهل بيونج يانج أو الاستمرار في استراتيجية 'الكل أو لا شيء' لم يُحقق النتائج المرجوة منذ عهد بيل كلينتون، ولن ينجح اليوم. ومع تصاعد التهديد النووي وتغير ميزان القوى الإقليمي، يرى الكاتب أن من الحكمة أن تتخلى إدارة ترامب عن أوهام التفكيك الكامل، وتتبنى سياسة احتواء ذكية وواقعية تعكس الحقائق الميدانية وتفتح باب التفاوض لتفادي الأسوأ.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً