شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا تصعيدًا خطيرًا في الاشتباكات بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى. وفي خضم هذه الفوضى، أعلن الجيش الإسرائيلي عن شن هجوم على دبابات في المنطقة، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع إسرائيل وتأثير تدخلها على الوضع المشتعل بالفعل.
بدأت الاشتباكات الدامية في السويداء بعد حادثة اختطاف متبادلة بين الطرفين، لكنها سرعان ما تحولت إلى مواجهات مسلحة واسعة النطاق. وتُعيد هذه الأحداث إلى الواجهة التحديات الأمنية الكبرى التي تواجهها السلطات الانتقالية في سوريا، والتي تعاني من 'فراغ مؤسساتي' وضعف في السيطرة على الأوضاع الأمنية، كما ذكرت وزارة الدفاع السورية.
يأتي تدخل إسرائيل ليضيف بعدًا جديدًا ومعقدًا للأزمة. فبينما يرى البعض أن إسرائيل قد تكون تستغل حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة لخدمة مصالحها الخاصة، سواء بضرب أهداف مرتبطة بالنظام السوري أو بالقوات الإيرانية، فإن آخرين قد يعتبرونه محاولة لردع أي تهديدات محتملة قد تنشأ من هذه الفوضى.
دوافع إسرائيلية محتملة
ردع التهديدات: قد ترى إسرائيل في انتشار الدبابات السورية بالقرب من الحدود تهديدًا لأمنها، خاصةً في ظل حالة عدم الاستقرار الحالية.استغلال الفوضى: يمكن أن تستغل إسرائيل الصراع الداخلي لتوجيه ضربات لأهداف استراتيجية دون تحمل عواقب كبيرة، مستفيدة من انشغال القوات السورية بالصراع مع الجماعات المسلحة.
رسالة تحذير: قد يكون الهجوم الإسرائيلي بمثابة رسالة واضحة للنظام السوري بأن إسرائيل تراقب الوضع عن كثب ولن تتردد في التدخل إذا لزم الأمر.
تداعيات التدخل الإسرائيلي
إن الهجوم الإسرائيلي على دبابات في السويداء قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلاً من تهدئتها، خاصةً في ظل الاتهامات الموجهة من الجانبين السوري والإسرائيلي.
من جانبها، تُشير وسائل الإعلام السورية إلى أن أفراد الجيش قُتلوا 'في أثناء انتشارهم لوقف الاشتباكات وحماية الأهالي'، مما يجعل الهجوم الإسرائيلي يبدو كأنه استهداف لقوات تسعى لإعادة الأمن.