وسط ضباب كثيف من الترقب والارتباك، بدأت ملامح قيادة جديدة لحركة "حماس" تتشكل داخل قطاع غزة، بعد مرور شهر على اغتيال القيادي البارز يحيى السنوار. ووفق تقرير بثّته القناة 12 الإسرائيلية، فإن محمد السنوار، شقيق يحيى، يسعى لتولي دفة القيادة العسكرية للحركة، وسط حالة من الحذر والتردد داخل صفوف القيادات والكوادر الميدانية.
من الظل إلى القيادة.. هل يملأ محمد السنوار فراغ شقيقه؟
بحسب التقرير الإسرائيلي، فإن محمد السنوار – الذي لطالما عرف بنشاطه العسكري خلف الكواليس – بدأ يحاول ملء الفراغ الذي خلفه شقيقه، لكنه لا يزال يُدير جزءًا محدودًا فقط من القوات المنتشرة على الأرض، مشيرة إلى أن تأثيره لا يُقارن حتى اللحظة بـ"هيبة وقدرة" القياديين الكبار الذين اغتيلوا، مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف.
رغم ذلك، تؤكد القناة العبرية أن محمد السنوار يُعد الآن "الرجل الأقوى عسكريًا في قطاع غزة"، وإن كانت سلطته لا تزال غير مطلقة. ويتّبع أساليب مماثلة لشقيقه في تمرير الرسائل: عبر وسطاء ورسائل مكتوبة تُنقل بشكل مباشر، مع حرص بالغ على الابتعاد عن العلن.
استعادة القوة.. أولوية محمد السنوار في هذه المرحلة
يركز محمد السنوار – بحسب التقرير – على مهمة مزدوجة: الصمود وإعادة ترميم القدرات العسكرية لحركة حماس التي تلقت ضربات موجعة في الحرب الأخيرة. وتقول القناة 12 إنه نجح في بعض النقاط والمواقع باستعادة الحد الأدنى من السيطرة والجاهزية، لكن الطريق لا تزال طويلة ومعقدة أمام تثبيت قيادة موحدة أو فعالة.
وترى مصادر إسرائيلية أن "غياب شخصية قيادية ذات كاريزما قوية مثل يحيى السنوار أو محمد الضيف" يجعل مشهد القيادة داخل حماس مفتوحًا على سيناريوهات متعددة، منها الانقسام الداخلي، أو صعود قيادات ميدانية من خارج العائلة القيادية التقليدية.
تقييم إسرائيلي: قيادة حماس مرتبكة.. لكن التنظيم لم يسقط
يشير التقرير إلى أن الارتباك لا يزال ملموسًا داخل قطاع غزة بعد اغتيال السنوار، إلا أن التنظيم لم يتفكك، بل يحاول التكيف بسرعة مع المتغيرات. ورغم الغموض حول خليفة حقيقي ومجمع عليه، فإن استمرار العمليات الميدانية لحماس يؤشر إلى قدرة التنظيم على امتصاص الضربات والمناورة في ظروف استثنائية.