قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه على إسرائيل ننزع السلاح في المنطقة الواقعة جنوب دمشق وأن تحمي الدروز
من ناحية أخرى دعا الجنرال الإسرائيلي عاموس يادلين، الرئيس الحالي لمنظمة "مايند إسرائيل" والرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، إلى تأمين ستة مصالح استراتيجية لتل أبيب في سوريا، وذلك في أعقاب التدخل الإسرائيلي الأخير في الأراضي السورية تحت ذريعة "حماية الدروز".
وأوضح يادلين في مقار نشرتها القناة الـ12 العبرية أن الهجوم على سوريا ينبع من التحالف التاريخي العميق مع الطائفة الدرزية. لكنه استدرك قائلاً إن "الالتزام بحمايتهم لا ينبغي أن يكون على حساب تعزيز المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الأمد في مواجهة سوريا".
وشدد على ضرورة قيادة عملية أمنية وسياسية مشتركة تضمن سلامة الدروز وأمن الحدود الشمالية، وتتيح في الوقت نفسه إمكانية الحوار العملي مع دمشق، وربما حتى الترتيبات الأمنية والسياسية.
السياسة البراغماتية ومستقبل العلاقات
وأشار يادلين إلى أن تل أبيب تبنت موقفاً متشككاً ومواجهة تجاه الرئيس أحمد الشرع منذ صعوده إلى السلطة، سعياً لمعرفة ما إذا كان زعيماً براغماتياً يسعى للاستقرار والنظام الجديد كما يقدم نفسه، أم أنه جهادي متنكر. وأضاف أن إسرائيل حرصت على تدمير المكونات الرئيسية للجيش السوري بعد سقوط الأسد، وتقدمت بقواتها لما وراء خط الحدود لعام 1974.
ومع مرور الوقت، وعلى خلفية سياسة الشرع البراغماتية وتنامي شرعية نظامه لدى المجتمع الدولي الذي علق العقوبات المفروضة عليه، بدأت إسرائيل تدرس إمكانية فتح قنوات حوار مع دمشق. وقد أُعلن عن لقاءات مباشرة بينهما في العاصمة الأذرية باكو، بهدف التوصل لاتفاقيات أمنية وعدم العداء، وربما حتى التطبيع على غرار اتفاقيات أبراهام. إلا أن السؤال المطروح حالياً هو ما إذا كانت أحداث السويداء ستضر بجهود التقارب هذه.
ويرى يادلين أن الهجمات الإسرائيلية ضرورية من وجهة نظر البعض، لكنه حذر من أن العمل العسكري غير المتناسب قد يضر بالحوار الحساس ويثير العداء السوري الداخلي، ويضر بالدروز أنفسهم، وقد تفسر الدول العربية التي تقترب من تل أبيب هذا الأمر على أنه تدخل في شؤونها. ودعا إلى تحقيق استخباراتي أعمق لتحديد ما إذا كان الشرع غير مسيطر على القيادة أو على القوات على الأرض.
المصالح الاستراتيجية الستة
وحدد الجنرال يادلين ستة مصالح رئيسية لإسرائيل في الساحة السورية:
منع التهديد الأمني المباشر للجولان.
منع العمليات الهجومية وإطلاق الصواريخ وتهريب الأسلحة عبر الحدود.
إحباط التمركز الإيراني المتجدد في سوريا من خلال إعادة تثبيت مكانتها ووكلائها.
الالتزام الأخلاقي تجاه الدروز.
الحفاظ على قنوات التواصل مع النظام السوري الجديد بهدف مراجعة الترتيبات الأمنية والسياسية، حيث أن وجود حكومة مركزية مستقرة شرط لتحقيق الهدوء وإدارة المخاطر ومنع التهديدات على الحدود.
تقليص نفوذ تركيا، التي لا يتوافق وجودها العسكري في جنوب سوريا مع المصالح الإسرائيلية.
ودعا يادلين إلى أن ينبع كل عمل عسكري إسرائيلي في سوريا من استراتيجية طويلة الأمد، بناءً على مجمل مصالحها في هذه الساحة. وأكد على ضرورة استغلال القوة العسكرية لتحقيق إنجاز سياسي، وإظهار لأصدقائها في واشنطن والرياض وأبو ظبي أنها ليست داعية حرب. واقترح الدعوة لعقد قمة بين اللاعبين في سوريا: الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، تركيا، وإسرائيل، بهدف تعزيز موقع تل أبيب ونفوذها الإقليمي، وإضعاف موقف إيران بشكل أكبر، مشدداً على أن التحرك السياسي التكميلي أمر بالغ الأهمية للعمل العسكري.