كشفت تركيا عن أحدث وأقوى أسلحتها، وهو الصاروخ الباليستي "طيفون" من إنتاج شركة روكيتسان، وذلك خلال معرض IDEF الدولي للصناعات الدفاعية. هذا الكشف حظي باهتمام كبير، خاصة في ظل التوترات الإقليمية الحالية.
مواصفات وقدرات صاروخ "طيفون"
تُشير التقارير إلى أن صاروخ "طيفون" يتمتع بمدى يتراوح بين 500 و 800 كيلومتر، مع إمكانية وصول مداه الأقصى إلى حوالي 1000 كيلومتر بعد المزيد من التطوير. يبلغ طول الصاروخ ما بين 6.5 و 10 أمتار، ويتراوح وزنه بين 2300 و 7200 كيلوغرام.
صُمم الصاروخ بدقة عالية، مما يمنحه القدرة على إصابة أهداف ضمن نطاق خمسة أمتار تقريبًا، بما في ذلك السفن الحربية. يتميز نظام الإطلاق الخاص به بأنه محمول، مما يسمح بنقله ونشره بسرعة، وهي ميزات تعزز من قدرته على الصمود في البيئات المعادية.
يزعم محللون أمنيون أن صاروخ "طيفون" يفوق سرعته سرعة الصوت، وهو مقاوم للتشويش، ويصعب اعتراضه، مما يجعله سلاحًا استراتيجيًا ذا أهمية كبيرة.
معرض IDEF: منصة للقوة الدفاعية التركية
كُشف النقاب عن الصاروخ في معرض IDEF، الذي يُقام في تركيا سنويًا منذ عام 1993. يُعدّ هذا المعرض أكبر معرض للصناعات الدفاعية في منطقة أوراسيا، وأحد المعارض الأربعة الرائدة عالميًا، ويشهد نموًا متزايدًا في عدد الدول والوفود والشركات المشاركة فيه.
يستضيف المعرض هذا العام حوالي 900 شركة أجنبية من 103 دول مختلفة، بما في ذلك شركات دولية كبرى مثل إيرباص، ولوكهيد مارتن، ورولز رويس، وغيرها، بالإضافة إلى حوالي 400 شركة تركية، مما يؤكد على مكانته كملتقى عالمي للصناعات الدفاعية.
توقيت الكشف والرسائل السياسية
يُعتبر توقيت الكشف عن الصاروخ الباليستي "طيفون" لافتًا، حيث يتزامن مع تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي وجه انتقادات حادة لأفعال دولة إقليمية في سوريا. هذا التوقيت يشير إلى أن تركيا حريصة على إظهار قدراتها الدفاعية، مع الحرص على عدم تجاوز الخطوط الحمراء.
ترى أنقرة أن أي محاولة لتقسيم سوريا تمثل تهديدًا، وستنظر في التدخل إذا لزم الأمر. كما يُفهم من التصريحات التركية أن بعض الدول تسعى لجر المنطقة إلى الفوضى، وأن دول المنطقة لن تسمح بذلك.
تطورات الدفاع الجوي التركي وصفقات الأسلحة
تتجه تركيا أيضًا نحو تعزيز قدراتها الجوية، حيث أفادت تقارير بأنها على وشك إبرام صفقة لشراء مقاتلة يوروفايتر تايفون الأوروبية، بعد أن وصلت محادثاتها مع الولايات المتحدة لشراء مقاتلات إف-35 إلى طريق مسدود. من المتوقع أن يُعلن عن هذه الصفقة أيضًا في معرض إسطنبول.
يأتي هذا التوجه في ظل قلق تركي من احتمال تحقيق إحدى الدول المجاورة تفوقًا جويًا في المنطقة، مما دفع الرئيس التركي إلى العمل على تطوير سلاح الجو التركي.
دلالات المدى الجغرافي
تُشير المسافات الجغرافية إلى أن المدى الأقصى لصاروخ "طيفون" يمكن أن يغطي مساحات واسعة في المنطقة. على سبيل المثال، تبلغ المسافة بين إحدى المدن التركية الكبرى وإحدى المدن الإقليمية المجاورة حوالي 1120 كيلومترًا، بينما تقع مدن تركية أقرب، مثل أنطاليا، على بعد حوالي 660 كيلومترًا فقط. هذه الأرقام تسلط الضوء على القدرة المحتملة للصاروخ على الوصول إلى أهداف استراتيجية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
