ردّ رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التجدد المحتمل للحوار بين البلدين، مؤكّدًا أن أوكرانيا "جاهزة للاجتماع على مستوى القادة في أي وقت" بشرط أن تكون تصريحات روسيا دلالة حقيقية على رغبتها في إنهاء النزاع بكرامة وإحلال السلام الدائم، وليس بهدف كسب الوقت أو تأجيل العقوبات
وفي منشور عبر قناة تلغرام رّد زيلينسكي على تصريحات بوتين التي لم تغلّب على ما يبدو أية تنازلات واضحة، قائلا: "لقد سمعنا تصريحات من روسيا، وإذا كانت تشير إلى استعداد فعلي لإنهاء الحرب بكرامة وإنشاء سلام حقيقي طويل الأمد — وليس مجرد محاولة لشراء المزيد من الوقت — فإن أوكرانيا تؤكد مرة أخرى جاهزيتها لعقد اجتماع على مستوى القادة في أي وقت"
وأضاف أن أوكرانيا، كما المجتمع الدولي، "يفهم من يتخذ القرارات في روسيا ومن ينبغي أن يوقف هذه الحرب"
وأشار مساعده أندريه ييرماك إلى أن المواجهة اليوم لا يمكن أن تكون على مستوى البيانات والمفاوضات التقنية، بل تتطلب محادثات مباشرة بين القادة، مشددًا على أن "أميركا عرضت ذلك، وأوكرانيا دعمته، وما هو مطلوب الآن هو استعداد روسيا"
وأضاف أن كييف قبلت منذ مارس الماضي خطة وقف إطلاق النار التي اقترحتها الولايات المتحدة، لكنها تنتظر خطوة مماثلة من روسيا.
كانت موسكو قد أعلنت أن لقاء بوتين مع زيلينسكي لن يكون متاحًا إلا "في المرحلة النهائية من التفاوض بشأن الاتفاق"، في إشارة إلى أنه لن يُعقد قبل استنفاد الحوار الفني وتحقيق طموحات روسيا الأمنية بالكامل، وأنه مستبعد قبل نهاية أغسطس
وتلت هذه التصريحات تحذيرات من الولايات المتحدة، إذ وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة حتى 8 أغسطس لوقف النزاع وإلا فإن فرض عقوبات أكبر على روسيا سيكون واردًا، حسب رويترز.
في الوقت نفسه، شنّت القوات الروسية غارات مكثفة أمس على العاصمة كييف وبعض المناطق الأخرى، ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا من بينهم خمسة أطفال وإصابة أكثر من مئة وخمسين، مما أدّى إلى إعلان يوم حداد وارتفاع مطالب أوكرانيا إلى دعم غربي أكثر صرامة وسرعة في تطبيق العقوبات ضد روسيا، وفقا لـ اسوشيتدبرس.
وربط زيلينسكي هذا التصعيد بالتباطؤ في جذب المجتمع الدولي وتقديم ضمانات أمنية فعالة لأوكرانيا، داعيًا إلى دعم إضافي من الحلفاء بمن فيهم الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وفقا لـ ذا جارديان.
بهذا، يظهر الخطاب الأوكراني التزامًا واضحًا بالدبلوماسية المباشرة، وهو يعتمد على استجابة حقيقية من الجانب الروسي كشرط لبدء أي لقاء بين القادة، في ظل تأزم الأوضاع الميدانية وتصاعد الضغوط الدولية لتسوية النزاع. هدفت هذه الخطوة إلى كسر الجمود الدبلوماسي، لكن الرد الروسي القاصر عن الموافقة الفعلية يبقى حاجزًا أمام أي تقدم حقيقي نحو السلام.