عزز الجيش السوداني خطوطه الدفاعية حول مدينة الأُبيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في ظل تصاعد وتيرة العمليات العسكرية واحتمال شن هجوم وشيك من قوات «الدعم السريع». يأتي هذا الإجراء بعد تقدم قوات «الدعم السريع» وسيطرتها على بلدات استراتيجية تقع على بُعد حوالي 40 كيلومترًا من المدينة.
وتشير مصادر عسكرية ومحلية إلى أن «الدعم السريع» تحشد قواتها بهدف عزل مدينة الأُبيّض وتطويق قوات الجيش فيها من الشمال والغرب. ويهدف هذا التحرك إلى قطع الطرق الرئيسية التي تربط الأُبيّض بأم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة السودانية الخرطوم.
وقد خاضت قوات «الدعم السريع» معارك عنيفة في الأسبوع الماضي بمنطقتي أم صميمة والسيال، مما أدى إلى وقف خطط الجيش للتقدم نحو غرب الولاية. وفي بيان صدر يوم الاثنين، أعلنت قوات «الدعم السريع» أنها باتت "على مشارف حدود المدينة"، داعيةً سكان الأُبيّض إلى التزام منازلهم وتأمين سلامتهم.
في المقابل، يسعى الجيش السوداني إلى استعادة السيطرة على محليات جبرة الشيخ وبارا، التي يسيطر عليها «الدعم السريع» حاليًا. ويهدف الجيش إلى ربط قواته المتمركزة في الأُبيّض بقوات أخرى في الخرطوم لفك الحصار عن مدينة الفاشر في إقليم دارفور.
وتؤكد مصادر إعلامية محلية أن قوات الجيش تتابع تحركات «الدعم السريع» بدقة، مشيرة إلى أن البيانات التي تصدرها قوات «الدعم السريع» لا تعدو كونها "حربًا نفسية". وتشدد المصادر على أن قوات الجيش على أتم الجاهزية للتصدي لأي محاولة هجوم على المدينة.
تعتبر ولاية شمال كردفان ذات أهمية استراتيجية كبيرة للطرفين، فهي تربط بين إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم، مما يجعلها ممرًا حيويًا لنقل القوات والإمدادات. وقد تمكنت قوات «الدعم السريع» مؤخرًا من السيطرة على أم صميمة وأم سيالة، بعد معارك ضد قوات الجيش السوداني والمجموعات المتحالفة معه.
تسعى «الدعم السريع» إلى توسيع نطاق سيطرتها في إقليم كردفان لتعزيز موقعها العسكري، فيما يهدف الجيش السوداني إلى إحباط هذه المحاولات واستعادة السيطرة على الإقليم، الذي يعتبر نقطة انطلاق مهمة نحو العاصمة الخرطوم أو فك الحصار عن مدينة الفاشر في دارفور.