ads
ads

الحصاد الاقتصادي العربي 2025: التفاوت بين النمو المدروس والمصاعب الاقتصادية

 مغربيات
مغربيات

مع انتهاء عام 2025، يرسم الأداء الاقتصادي للدول العربية لوحة متناقضة، تعكس التفاوت الكبير بين الدول التي نجحت في تحقيق نمو مستدام وتلك التي لا تزال غارقة في أزمات متجذرة. وبين التفاؤل المدعوم بالإصلاحات والتنويع الاقتصادي في بعض الدول، يبرز انهيار مالي واجتماعي وإنساني في دول أخرى، ما يسلط الضوء على أهمية الاستقرار السياسي والرؤية الاقتصادية طويلة المدى.

المغرب: نموذج للنمو المرن

أظهر المغرب قدرة عالية على استثمار موارده الزراعية والصناعية، مسجلاً نمواً بنسبة 4.4% في 2025، مدعوماً بتعافي الزراعة وتوسع الصناعات التصديرية، بما في ذلك السيارات الكهربائية. ميناء طنجة المتوسط ارتقى عالمياً، مما عزز الصادرات وأتاح فرصاً استثمارية جديدة، بينما حافظ الدرهم على استقراره وازداد استخدامه في غرب أفريقيا.

دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط المتعثرة

في المقابل، تظل بعض الدول العربية تواجه أزمات عميقة. لبنان يعاني من انهيار مالي شامل، مع انخفاض العملة المحلية ووصول نسبة السكان تحت خط الفقر إلى 88%. السودان يشهد كارثة اقتصادية وإنسانية جراء الحرب، مع انكماش الناتج المحلي بنسبة تفوق 40% واحتياج نصف السكان للمساعدات الغذائية. اليمن وسوريا وتونس تواجه تحديات مماثلة، مع ارتفاع البطالة والفقر ونقص الدعم الدولي، ما يفاقم أزمات الأمن الغذائي والبنية التحتية. فلسطين أيضاً تواصل معاناتها، مع انكماش اقتصادي مستمر في غزة وارتفاع البطالة إلى 80%.

العراق والجزائر وموريتانيا: مسارات متفاوتة

العراق سجل نمواً بنسبة 3.1% مدفوعاً بزيادة إنتاج النفط، لكن يعتمد بشكل كبير على القطاع النفطي مع بطء القطاع غير النفطي وارتفاع الدين العام. الجزائر سجلت 3.4% نمواً، مدعوماً بتعافي إنتاج الهيدروكربونات، لكن الاعتماد الكبير على النفط يحد من التنويع الاقتصادي. موريتانيا حققت 5.3% نموًا مدعومًا بإنتاج الغاز، رغم تراجع إنتاج الذهب، مع الحاجة لتعزيز التنويع الزراعي والطاقة المتجددة.

الصومال وجيبوتي وجزر القمر: تحديات وفرص

الصومال سجل نمواً محدوداً بنسبة 3% نتيجة تراجع المساعدات الخارجية والصدمات المناخية، فيما تحسنت الإيرادات المالية بعد إصلاحات ومبادرات دولية. جيبوتي نمت بنسبة 6% مدفوعة بنشاط الموانئ، لكنها تواجه تحديات في التوظيف والدين العام. جزر القمر سجلت 3.4% نمواً مدعوماً بالزراعة والخدمات، مع استمرار تحديات البطالة والفقر، لكنها تشهد إصلاحات لتعزيز الاقتصاد الأزرق.

خلاصة الحصاد

يؤكد حصاد 2025 أن نجاح الاقتصادات العربية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستقرار السياسي والرؤية الاستراتيجية، كما في الخليج والمغرب، بينما الانهيار يأتي نتيجة الحروب والصراعات والفساد، كما هو الحال في لبنان والسودان واليمن. ومع دخول عام 2026، يظهر أن التعاون الإقليمي، والاستثمارات المشتركة، والسوق العربية الموحدة، والإصلاحات الاقتصادية يمكن أن تحوّل التحديات إلى فرص حقيقية للنمو والاستقرار، ليصبح النجاح العربي ممكنًا إذا تم البناء عليه بشكل جماعي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة مصر وجنوب إفريقيا في كأس أمم إفريقيا 2025 (لحظة بلحظة) | التشكيل زيزو بدلا من إمام عاشور