أصدر علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تصريحات هامة تناول فيها قضية الاختراق الأمني الإسرائيلي للداخل الإيراني، واصفًا إياه بالمسألة 'الجدية للغاية' التي تتطلب المواجهة. وشدد لاريجاني على أن هناك نقاط ضعف في المنظومة الأمنية الإيرانية، مما يجعل من الضروري التعامل بجدية مع محاولات الاختراق من قبل العدو. وأشار إلى أن الحرب الأخيرة مع إسرائيل كشفت عن 'مواطن ضعف مؤلمة'، لكنها في الوقت نفسه أظهرت 'عناصر قوة' أجبرت الأعداء على الاعتراف بقوة الرد الإيراني.
ونقل لاريجاني تصريحات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي وصف فيها الأيام الأخيرة من الحرب بـ 'الجحيم' عليه وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وعلى الرغم من ذلك، حذر لاريجاني من الوقوع في فخ الغرور، مؤكدًا على ضرورة عدم الاقتصار على طريقة واحدة في العمليات العسكرية لمواجهة الأساليب المتغيرة للعدو.
توحيد الصف الداخلي
متظاهرة في ايران
لفت المسؤول الإيراني إلى أن الحرب الأخيرة أسهمت في تحقيق انسجام وطني غير مسبوق في إيران، وهو ما يعتبر مكسبًا داخليًا هامًا.
سياسة 'السلام عبر القوة'
أكد لاريجاني أن النهج الأمريكي والإسرائيلي يقوم على مبدأ 'السلام عبر القوة'، والذي يفرض على الدول خيارين: الاستسلام أو الحرب، وهو ما يزعزع استقرار المنطقة بأسرها.
حملة اعتقالات داخلية
تأتي هذه التصريحات في أعقاب حملة اعتقالات واسعة النطاق نفذتها السلطات الإيرانية، شملت عشرات الأفراد بتهمة مساعدة إسرائيل في اغتيال قادة عسكريين وعلماء. وتؤكد طهران أنها ألقت القبض على أكثر من 20 'عميلًا للموساد' خلال الأشهر الماضية.
سياق الصراع الأخير
يُذكر أن إسرائيل شنت عدوانًا على إيران في 13 حزيران/يونيو الماضي، بدعم أمريكي، واستمر لمدة 12 يومًا. وشمل الهجوم استهداف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، واغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء. وردت إيران بقصف مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 حزيران/يونيو، شنت الولايات المتحدة هجومًا على منشآت إيرانية، وقالت إنها قضت على برنامجها النووي. ردًا على ذلك، قصفت طهران قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر. وفي 24 من الشهر نفسه، أعلنت واشنطن عن وقف إطلاق النار بين الطرفين.
تتهم كل من إسرائيل والولايات المتحدة إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، بينما تؤكد طهران أن برنامجها النووي يهدف فقط للأغراض السلمية، مثل توليد الكهرباء. وقد سبقت هذه الأحداث جولات عدة من المفاوضات غير المباشرة حول البرنامج النووي بين طهران وواشنطن.