المستثمرون في آسيا يتدافعون على العملات المشفرة

ارتفع الاهتمام بـ العملات الرقمية بشكل كبير في آسيا، حيث كثفت العائلات الثرية ومكاتب الاستثمار العائلية من استثماراتها في هذا القطاع. ووفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز، فإن هذا الاندفاع مدفوع بمزيج من التفاؤل تجاه الأصول الرقمية، وزيادة انتشارها، بالإضافة إلى التطورات التنظيمية الإيجابية في الأسواق الرئيسية.

وأشار مديرو الثروات إلى تزايد الاستفسارات من العملاء، كما شهدت بورصات العملات المشفرة ارتفاعًا في أحجام التداول. ويأتي هذا في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على صناديق العملات المشفرة، مع سعي المستثمرين الأثرياء في آسيا لتعزيز حصصهم من هذه الأصول.

جيل جديد من المستثمرين يقود التحول

يشير الخبراء إلى أن جيل الشباب من العائلات الثرية يقود هذا التغيير. أوضح لو زيجي، رئيس إدارة الثروات في بنك "يو بي إس" الصيني، أن الجيلين الثاني والثالث من هذه العائلات بدأوا يتعرفون على العملات الرقمية ويشاركون فيها بشكل فعّال. وتؤكد هذه الرؤية تصريحات جيسون هوانغ، مؤسس "مشروع الجيل القادم الرقمي"، الذي أعلن أن صندوقه الجديد نجح في جمع أكثر من 100 مليون دولار في غضون أشهر قليلة بفضل استجابة المستثمرين الأفراد من ذوي الثروات العالية.

ويرى هوانغ أن المستثمرين، وخاصة المكاتب العائلية ورواد الأعمال في مجالات التكنولوجيا المالية والإنترنت، يدركون الدور المتنامي الذي تلعبه الأصول الرقمية في تنويع المحافظ الاستثمارية.

البيتكوين تصبح أصلًا استراتيجيًا

شهد سعر البيتكوين ارتفاعًا قياسيًا مؤخرًا، متجاوزًا 124,000 دولارًا، مما يعكس نضوج فئة الأصول هذه. ويشير مديرو الثروات إلى أن العملاء الآسيويين غيروا نظرتهم للعملات الرقمية؛ حيث انتقلوا من تخصيص حصص صغيرة لها إلى اعتبارها مكونًا أساسيًا في محافظهم الاستثمارية.

وتؤكد جيزيل لاي من شركة "فيديليتي إنترناشونال" أن البيتكوين أصبحت أداة لتنويع المحافظ والتحوط ضد تقلبات الاقتصاد الكلي، نظرًا لضعف ارتباطها بالأسهم والسندات التقليدية. كما بدأت بعض المكاتب العائلية المتطورة في تبني استراتيجيات معقدة مثل تداولات الأساس والمراجحة لتحسين العوائد.

نمو كبير في بورصات العملات الرقمية

تستفيد بورصات العملات الرقمية من هذا الاهتمام المتزايد. ففي هونغ كونغ، ارتفع عدد المستخدمين المسجلين في بورصة "هاش كيي" بنسبة 85% على أساس سنوي حتى أغسطس 2025. وفي كوريا الجنوبية، سجلت البورصات الثلاث الرئيسية زيادة بنسبة 17% في إجمالي أحجام التداول، مع ارتفاع متوسط الأحجام اليومية بأكثر من 20%، وفقًا لبيانات منصة "كريبتو كوانت".

وتشير هذه الأرقام إلى أن سوق العملات الرقمية في آسيا يتجه نحو النمو، مدفوعًا برؤوس الأموال الكبيرة التي تبحث عن فرص استثمارية جديدة ومبتكرة.