قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:أنه سيتم تغير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب الأسبوع المقبل
يشهد العراق تحولًا مفصليًا في علاقته مع الولايات المتحدة، مع اقتراب موعد الانسحاب الكامل لقوات التحالف الدولي من البلاد بحلول نهاية أيلول/سبتمبر 2025. يأتي هذا القرار نتيجة حوار استراتيجي مكثف بين بغداد وواشنطن، مدفوعًا بمطالب محلية لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي.
يهدف هذا الانسحاب إلى تغيير طبيعة العلاقة من مجرد تعاون عسكري وأمني إلى شراكة استراتيجية أوسع. ورغم أن هذا التحول قد يثير مخاوف البعض، فإن العديد من المسؤولين العراقيين يعتبرونه إنجازًا يعكس قدرة القوات العراقية على حفظ الأمن والاستقرار.
الانسحاب التدريجي: خطة ومخاوف
الانسحاب يجري تنفيذه بشكل تدريجي، حيث بدأت مئات من القوات الأمريكية بمغادرة قواعد رئيسية مثل قاعدة عين الأسد. في حين سيبقى عدد محدود من الجنود لحماية السفارة الأمريكية في بغداد، وتتجه بعض القوات إلى قواعد في إقليم كردستان.
رغم أن الانسحاب يمثل خطوة نحو السيادة الكاملة، إلا أنه يثير تساؤلات ومخاوف لدى بعض الأطراف. فهناك من يحذر من تكرار سيناريو 2011، الذي تلاه صعود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويخشى آخرون من أن يفتح الانسحاب فراغًا أمنيًا قد تستغله جهات معادية.
بالمقابل، يؤكد مسؤولون أمنيون وسياسيون على أن العراق بات يمتلك اليوم قوات أمنية ضخمة ومؤهلة قادرة على مواجهة أي تهديد. ويرون في الانسحاب مؤشرًا على الثقة بقدرات البلاد في حفظ أمنها واستقرارها.
رؤى متضاربة: بين الإنجاز والخطر
تتباين الآراء حول تداعيات هذا الانسحاب:
المؤيدون: يرى المؤيدون، بمن فيهم متحدثون باسم القوات المسلحة العراقية، أن الانسحاب إنجاز حكومي يؤكد على قدرة البلاد على التصدي للإرهاب.
المتشككون: يعبر بعض الخبراء الأمنيين عن قلقهم من تسريع وتيرة الانسحاب، ويحذر ناشطون من أن أي فراغ عسكري قد يسبب كارثة في ظل الصراعات السياسية الداخلية.
بين هذه الآراء المتباينة، تبقى العلاقة بين العراق والولايات المتحدة في مرحلة انتقالية حساسة. فهل ينجح هذا التحول في بناء شراكة استراتيجية شاملة تحقق مصالح الطرفين، أم أنه سيؤدي إلى تحديات جديدة على الساحة العراقية؟