في تصعيد غير مسبوق للغة الخطاب قبيل محادثات مرتقبة مع المبعوث الأمريكي ويتكوف، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلسلة من التصريحات النارية التي حمّل فيها أوروبا مسؤولية إعاقة السلام في أوكرانيا، مؤكداً أن روسيا "مستعدة" لمواجهة عسكرية أوسع إذا اختارت القارة العجوز مسار الحرب.
تأتي تصريحات بوتين قبيل اجتماع رفيع المستوى داخل الكرملين، مقرر عقده في تمام الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، حيث من المقرر أن يشارك جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، إلى جانب ويتكوف الذي يقود المفاوضات الأمريكية في الملف الأوكراني.
الكرملين يهاجم "أوهام الهزيمة الاستراتيجية"
خلال تصريحاته، انتقد الرئيس الروسي بشدة المواقف الأوروبية، معتبراً إياها غير بناءة وتخدم أجندة تصعيدية، وليست أجندة سلمية.
ونقلت يورونيوز عن بوتين قوله إن "المطالب الأوروبية غير مقبولة بالنسبة لروسيا"، وأن الأوروبيين "ليس لديهم أجندة سلمية بل هم في صف الحرب". وأشار إلى أن عدداً من العواصم الأوروبية "تُفكّر في فرضية إلحاق الهزيمة الاستراتيجية بروسيا وتعيش في هذه الأوهام"، وهو ما رفضه الكرملين بشدة.
كما اتهم بوتين أوروبا بأنها تقف "عائقاً أمام الإدارة الأميركية في تحقيق السلام في أوكرانيا"، مضيفاً أن "كل التغييرات التي تقترحها أوروبا على خطة السلام تهدف إلى عرقلة العملية". ونفى الرئيس الروسي أن تكون موسكو هي من أوقفت قنوات الاتصال، مؤكداً أن "الأوروبيين أنفسهم أوقفوا الاتصالات مع روسيا" رغم أن "أحداً لم يطلب منهم الانسحاب من مسار المفاوضات بشأن أوكرانيا".
تهديدات بحرية ودفاع عن النفس
في سياق متصل، وجه بوتين تحذيرات مباشرة بشأن التطورات في منطقة البحر الأسود، التي شهدت تصعيداً في الهجمات الأوكرانية على السفن الروسية والمصالح البحرية.
وحذر الرئيس الروسي من أن "روسيا يمكنها عزل أوكرانيا عن البحر تماما إذا استمرت قرصنتها". كما لوّح باتخاذ "تدابير مضادة تجاه السفن التابعة للدول التي تساعد أوكرانيا في أعمال القرصنة"، في إشارة قد تزيد من التوتر مع دول الناتو الداعمة لكييف.
وشدد بوتين على أن روسيا لا تسعى إلى توسيع دائرة النزاع، مؤكداً: "روسيا لا تنوي خوض حرب مع الدول الأوروبية، لكن إذا بدأت أوروبا حرباً فنحن مستعدون لها"، ما يشير إلى استعداد موسكو لسيناريوهات الدفاع عن النفس في حال أي تدخل عسكري مباشر من الغرب.
زيلينسكي يحذّر ويأمل
على الجانب الآخر، وفي ظل محادثات الكرملين المرتقبة، أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيراً من "الألاعيب" الدبلوماسية، داعياً حلفاء كييف إلى التمسك بموقف موحد ضد أي تنازلات لا تلبي الشروط الأوكرانية للسلام.
ومع ذلك، أشار زيلينسكي إلى بصيص من الأمل، مؤكداً أن "فرص إنهاء الحرب أفضل من السابق"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول التطورات التي تدعم هذا التفاؤل الحذر.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
