أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأربعاء، منح "عفو كامل وغير مشروط" للنائب الديمقراطي عن ولاية تكساس هنري كوييار وزوجته إيميلدا كوييار، وذلك في خطوة سياسية مفاجئة تأتي وسط اتهامات جنائية يواجهها الزوجان تتعلق بالرشوة والتآمر والتأثير غير المشروع على السياسة الخارجية الأمريكية.
خطوة مفاجئة داخل المشهد السياسي الأمريكي
ويُعد العفو عن عضو حالي في الكونغرس من الحزب الديمقراطي خطوة نادرة من ترامب، رغم أنه سبق وأن منح عفوًا لمسؤولين ديمقراطيين سابقين.
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال" التي يمتلكها ترامب، اتهم الرئيس السابق إدارة جو بايدن بأنها "حوّلت نظام العدالة إلى أداة سياسية"، مضيفًا أن كوييار تعرض للملاحقة بسبب انتقاده لسياسات الحدود التي وصفها ترامب بـ"الكارثة".
وقال ترامب:
"بسبب هذه الحقائق وغيرها، أعلن عن عفوي الكامل وغير المشروط عن النائب المحبوب من تكساس هنري كوييار."
اتهامات تصل إلى 600 ألف دولار من الرشاوى
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد وجهت في مايو 2024 اتهامات إلى كوييار وزوجته بتلقي رشاوى تقدر بنحو 600 ألف دولار مقابل:
التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية لصالح أذربيجان،
دعم مصالح بنك مكسيكي عبر تعطيل تشريعات ضد ممارسات "الإقراض يوم الدفع"،
والمساهمة في تخفيف قوانين مكافحة غسل الأموال.
وكان كوييار، الذي شغل سابقًا موقع أكبر الديمقراطيين في لجنة فرعية للأمن القومي، قد أدخل تعديلات تشريعية لتعزيز الإنفاق الأمني الأمريكي لصالح أذربيجان.
كوييار ينفي الاتهامات ويؤكد براءته
وخلال جلسة تلاوة الاتهامات، أكد النائب الديمقراطي براءته، مشيرًا إلى أنه استشار لجنة أخلاقيات مجلس النواب لضمان قانونية جميع أفعاله.
وقال كوييار سابقًا إن أي تعاملاته المالية تمت وفقًا للقانون وإنه سيثبت ذلك في المحكمة.
انعكاسات سياسية على الجمهوريين
ولم يخلُ قرار ترامب من تبعات سياسية داخل مجلس النواب، إذ من المتوقع أن يسبب القرار إحراجًا للجمهوريين الذين يمتلكون أغلبية ضيقة وكانوا يأملون في استخدام قضية كوييار لإضعاف حظوظه في الانتخابات المقبلة.
ويمثل كوييار دائرة شديدة التنافسية في جنوب تكساس شهدت تحولًا نحو الجمهوريين في السنوات الأخيرة، وهو يُعد من أكثر الديمقراطيين محافظة داخل المجلس.
خلفية: كوييار بين الوسطية والجدل السياسي
يُعرف هنري كوييار بمواقفه الوسطيّة وبمعارضته لعدد من سياسات حزبه، خصوصًا ما يتعلق بملفات الحدود والهجرة، ما جعله هدفًا لكل من اليمين واليسار في مواقف متعددة.
ويُنظر لقراره بالاستمرار في الترشح رغم الاتهامات—والآن بعد حصوله على العفو—كعامل قد يعيد تشكيل الديناميكيات الانتخابية في جنوب تكساس.