ads
ads

روسيا: انتظار ثقيل لردّ واشنطن بشأن “نيو ستارت”… ومعاهدة نووية تقترب من مفترق طرق

 صورايخ
صورايخ

تواصل روسيا ضغطها الدبلوماسي في ملف الحد من الأسلحة النووية، مؤكدة أنّ الكرة باتت في الملعب الأميركي مع اقتراب انتهاء العمل بمعاهدة “نيو ستارت”، آخر الاتفاقيات الكبرى التي تنظّم الترسانة النووية بين القوتين الأعظم.

فقد نقلت وكالة إنترفاكس الروسية، الأربعاء، عن أمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، قوله إن موسكو “تنتظر رداً واضحاً” من الولايات المتحدة بشأن المقترحات التي تقدّمت بها روسيا لتجديد المعاهدة وتمديد العمل بها قبل حلول موعد انتهاء أجلها في فبراير المقبل.

ضغط الزمن… أقل من 100 يوم

وأشار شويغو إلى أنّ المدة المتبقية قبل انتهاء مفاعيل المعاهدة باتت “قصيرة للغاية”، مضيفاً:

“لم يتبقَّ سوى أقل من 100 يوم على إبرام اتفاقية ستارت… مقترحاتنا، ومقترحات رئيسنا، مطروحة للنقاش، ونحن ننتظر الرد بطبيعة الحال.”

وتمثّل هذه المهلة الحرجة نقطة ضغط على الطرفين، في ظل مخاوف أن يؤدي سقوط المعاهدة إلى إطلاق سباق تسلّح جديد، يضيف مزيداً من التعقيد إلى المشهد الدولي المضطرب.

مبادرة بوتين… امتثال مشروط

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن استعداد بلاده للامتثال طواعية للقيود الأساسية التي تفرضها المعاهدة، شريطة أن تقوم الولايات المتحدة بالخطوة ذاتها، في ما بدا محاولة لفتح نافذة تفاوضية قبل انتهاء الوقت.

وتأتي هذه المبادرة بعد سلسلة تصريحات متبادلة بين موسكو وواشنطن بشأن مستقبل الاتفاق، وسط تباينات حول مسائل التحقق والرقابة، إضافة إلى الخلافات السياسية الأوسع بين البلدين.

موافقة أميركية مبدئية؟

وفي سياق متصل، كانت تقارير إعلامية قد ذكرت سابقاً أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عبّر عن “موافقة مبدئية” على مقترح بوتين لتمديد المعاهدة خلال فترة ولايته، غير أن تلك الجهود لم تتطور إلى اتفاق نهائي، خاصة مع تغيّر الإدارات في واشنطن وتعقّد حسابات الأمن القومي الأميركي.

معاهدة تعيش سنواتها الأخيرة؟

تشكل “نيو ستارت”، الموقّعة عام 2010، آخر معاهدة متبقية بين روسيا والولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية. وتنصّ على تقليص عدد الرؤوس النووية المنشورة لدى كل طرف إلى 1550 رأساً، إضافة إلى آليات للتحقق وتبادل المعلومات.

ومع تعليق موسكو التزامها بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، وتجميد الاتصالات الرسمية بين الطرفين، تزايدت المخاوف في الأوساط الدولية من انهيار النظام العالمي للرقابة النووية.

سيناريوهات المرحلة المقبلة

يرى محللون أن تمديد المعاهدة، حتى لو تم بشكل مؤقت، قد يساعد في تهدئة التوترات النووية المتصاعدة. لكن غياب الثقة بين واشنطن وموسكو يجعل المهمة معقدة، خصوصاً في ظل عودة سباقات التسلّح إلى واجهة العلاقات الدولية.

حتى اللحظة، تكرر موسكو رسالتها ذاتها: “ننتظر الرد الأميركي”. بينما تلتزم واشنطن الصمت أو التصريحات العامة دون تأكيدات رسمية، في وقت يقترب فيه العد التنازلي من نهايته.

ومع دخول الأشهر الأخيرة قبل انتهاء المعاهدة، يبدو أن العالم يقف أمام مفترق حساس: إما إحياء آخر قنوات الحد من الأسلحة النووية، أو ترك الفضاء الاستراتيجي مفتوحاً على احتمالات أشدّ خطورة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
طارق العوضي بعد واقعة مدرسة الإسكندرية: هل سيتحرك المجتمع لحماية أطفاله؟.. أم سنكتفي بالتصفيق بعد صدور الأحكام