دمشق – أعلن المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عن تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يجريها قائدها العام مظلوم عبدي، اليوم الاثنين، إلى العاصمة السورية دمشق، مرجعًا القرار إلى “أسباب تقنية”.
وأوضح المركز، في تنويه نقله موقع “رووداو نت” الكردي، أن الزيارة التي كان من المنتظر أن يقوم بها عبدي برفقة وفد التفاوض عن مناطق شمال وشرق سوريا، والمقررة بتاريخ 29 ديسمبر/ كانون الأول، تم إرجاؤها دون تحديد موعد بديل فوري، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن موعد جديد “في وقت لاحق” بالتوافق بين الأطراف المعنية.
وربط البيان تأجيل الزيارة بالترتيبات اللوجستية والفنية المرتبطة بها، مؤكدًا في الوقت ذاته أن هذا التأجيل لا يعكس أي تغيير في مسار التواصل القائم أو في الأهداف المطروحة على طاولة المباحثات، بحسب ما أورده الموقع الكردي.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقة بين الحكومة السورية وقيادة “قسد” حالة من التوتر السياسي، إذ كانت دمشق قد أعربت، يوم الجمعة الماضي، عن نفاد صبرها إزاء ما وصفته بتأخر اندماج الأكراد في شمال شرق البلاد ضمن مؤسسات الدولة السورية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصادر في وزارة الخارجية السورية قولها إن المحادثات الجارية مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية لم تفضِ إلى “نتائج ملموسة”، معتبرة أن الجانب الكردي لا يبدي “رغبة حقيقية” في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس/ آذار الماضي، والذي كان من المفترض إنجازه بحلول نهاية العام الجاري.
وحذرت المصادر ذاتها من أن استمرار غياب خطوات عملية وإطار زمني واضح لتنفيذ الاتفاق قد يؤدي إلى تصاعد حدة التوتر خلال الأيام المقبلة، في ظل تعقيدات سياسية وأمنية تحيط بالملف، وتباين في الرؤى بين الطرفين حول آليات الاندماج وشكل العلاقة المستقبلية.
ويُنظر إلى تأجيل زيارة مظلوم عبدي، رغم توصيفه بأنه تقني ولوجستي، على أنه مؤشر إضافي على حساسية المرحلة التي تمر بها المفاوضات، خاصة مع تزايد الضغوط السياسية وتضارب المواقف بشأن مستقبل مناطق شمال وشرق سوريا، ودور “قسد” ضمن الدولة السورية.